منتديات زووول السودانيه
بسم الله الرحمن الرحيم
زائر منتديات زووول العزيز
السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
نرحب بك في المنتدى بين اخوتك
فأرجوا ان تقضي وقت رائع معانا

تحياتي
منتديات زووول السودانيه
بسم الله الرحمن الرحيم
زائر منتديات زووول العزيز
السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
نرحب بك في المنتدى بين اخوتك
فأرجوا ان تقضي وقت رائع معانا

تحياتي
منتديات زووول السودانيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات زووول السودانيه

www.zoooal.forum.st
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
ساعة منتديات زووول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» نادي الهلال السوداني
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت يناير 23, 2010 7:02 am من طرف Sane Silva

» الغربة مش تأمين المال … الغربة مال و عيال .. !! للنقاش
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت يناير 23, 2010 6:57 am من طرف Sane Silva

» سنهـ جديدهـ
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت ديسمبر 26, 2009 5:25 am من طرف moaz

» استاذ فيزياء يعاقب ولده شوفوا عمل ليه شنو
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 11:01 am من طرف o$man

» :: موسـم من حيــاه الاسطــــــــوره ::
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء ديسمبر 02, 2009 8:32 am من طرف mogahed

» عيد اضحى مبارك
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت نوفمبر 28, 2009 3:47 am من طرف زائر

» ابدا دخولك للمنتدى بالصلاة على النبي .. عليه افضل الصلاة وات
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت نوفمبر 28, 2009 3:30 am من طرف زائر

» تهنئه بمناسبه عيد الفطر المبارك
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين سبتمبر 21, 2009 1:38 am من طرف زائر

» فيصـــــــــــــ العجب ــــــــــــــــل
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة سبتمبر 11, 2009 2:43 pm من طرف yassir

» خش اضحككككك
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين أغسطس 31, 2009 6:09 am من طرف zooba

» أغبى عمليه إنقاذ شفتها بحياتي
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين أغسطس 24, 2009 8:25 pm من طرف The king

» رمضان كريم
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالخميس أغسطس 20, 2009 11:06 am من طرف mogahed

» الرجاء الدخول واكتب سؤالك > كرسي الاعتراف <
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالخميس أغسطس 20, 2009 9:37 am من طرف زائر

» لعبت GrandTheftAuto :Vice city
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء أغسطس 19, 2009 10:06 am من طرف mogahed

» ادخل اسمك وشوف سيارتك
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء أغسطس 19, 2009 8:10 am من طرف <<WeEezYBoOoY>>

» ارسم نفسك بنفسك
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء أغسطس 19, 2009 8:04 am من طرف <<WeEezYBoOoY>>

» بعض مدائح فرقة الصحوه
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:56 pm من طرف زائر

» مكرونة بجبن الشيدر
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:51 pm من طرف زائر

» موقع للمسجات
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:49 pm من طرف زائر

» احلى كدايس .. روووعه
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت أغسطس 15, 2009 7:47 pm من طرف زائر

» snoop dogg ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء أغسطس 12, 2009 4:52 am من طرف <<WeEezYBoOoY>>

» صــــــــــــوره جنــــــــــــــــــــــــــــــــى
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء أغسطس 12, 2009 4:44 am من طرف <<WeEezYBoOoY>>

» اضحكوا سااي ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء أغسطس 12, 2009 4:31 am من طرف <<WeEezYBoOoY>>

» @@@ الاستغفار @@@
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين أغسطس 10, 2009 10:54 am من طرف حارس العقيدة

» صوره غريبه
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 6:40 pm من طرف obida

» كل عام و ... بخير
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 8:22 pm من طرف زائر

» اطرف قصه تدل على النذله (الهظار التقيل)
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 4:00 pm من طرف albrof dj

» مساكن الجن ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يوليو 28, 2009 1:39 pm من طرف mogahed

» مجموعه air force
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يوليو 28, 2009 11:34 am من طرف moaz

» الصحابه (( رضي الله عنهم ))
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يوليو 28, 2009 11:33 am من طرف moaz

» أمي الحبيبة أسعدي أبناءك بهذه النصائح
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يوليو 28, 2009 10:30 am من طرف زائر

» +* I cAnT 4Get U *+
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يوليو 28, 2009 10:29 am من طرف زائر

» قوانين منتديات (( زووول )) ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يوليو 27, 2009 9:40 am من طرف زائر

» h1 > h2 < h3
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يوليو 27, 2009 9:26 am من طرف زائر

» صور اطفال { روعه }
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يوليو 27, 2009 9:10 am من طرف زائر

» هه .. هه .. هه ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يوليو 27, 2009 9:08 am من طرف زائر

» الربع ونجاة اطرب نفسك
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 26, 2009 9:37 am من طرف زائر

» Thinking of you
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 26, 2009 9:36 am من طرف زائر

» شوفوا تأثير السحر على الانسان ... قصص واقعيه
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 26, 2009 9:35 am من طرف زائر

» Robinho Special
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 26, 2009 9:33 am من طرف زائر

» من بعد اذن الادارة ( اجمل الصور العـــــــــارية ) !!
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يوليو 21, 2009 6:06 am من طرف mogahed

» * (( راؤول غونزاليس )) *
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 19, 2009 2:48 am من طرف mogahed

» صراع الكبار بين كاكا وميسي ... KAKA VS MESSI ... من يحسمه ؟
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 19, 2009 2:43 am من طرف زائر

» خطورة الاستحمام شتاءً بالماء الساخن
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 19, 2009 2:42 am من طرف زائر

» .. Barcelona ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 19, 2009 2:37 am من طرف زائر

» تواقيع فلاشيه صوتيه
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يوليو 17, 2009 7:55 pm من طرف MAN

» || إبراهيموفيتش إلـى برشلـونـة ||
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يوليو 17, 2009 5:18 am من طرف mogahed

» كدايس الجيل الــ 21
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يوليو 14, 2009 4:06 pm من طرف mogahed

» NOKIA 6210
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 12, 2009 10:03 am من طرف mogahed

» لا يا جماعه نشوف مدريدى ولا برشلووونه
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 12, 2009 10:00 am من طرف mogahed

» (( تصويت)) .. يلا نشوف الهلالاب والمريخااب ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يوليو 12, 2009 6:06 am من طرف o$man

» روبيرتو كارلوس ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالخميس يوليو 09, 2009 8:13 am من طرف mogahed

» مرض السكري
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:52 pm من طرف mogahed

» احذروا فرقعه الاصابع ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:50 pm من طرف mogahed

» رسائل جوال
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:48 pm من طرف زائر

» خواتم رجالـــــــــــــــــــيهـ روعهـ .. اتمنى انكم تدخلوا وتشوفوها
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:37 pm من طرف زائر

» أمال مانشستر يونايتد ترتفع فى الحصول على هونتلار ... بعد انس
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:34 pm من طرف زائر

» الانتر : ابراهيموفيتش و مايكون باقيان < و ' كوري ديللو سبورت ' : الريال يبحث عن مايكون
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:33 pm من طرف زائر

» فرناندو توريس المهاجم الفتاك
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:32 pm من طرف زائر

» سلسلة اختراعات
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:29 pm من طرف زائر

» رسمياً : غداً الخميس تقديم بنزيما للجمهور الساعة العاشرة بتوقي
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 12:20 pm من طرف mogahed

» خطاب السيد فلورنتينو بيريز في تقديم كريستيانو رونالدو + كلمة كريستيانو رونالدو
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يوليو 08, 2009 11:39 am من طرف زائر

» ما في ترحيب ولا شنو؟؟
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يوليو 07, 2009 8:32 am من طرف mogahed

» معنى وشروط (لا إله إلا الله محمد رسول الله) موضوع عاجل جدا
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت يوليو 04, 2009 1:45 pm من طرف حارس العقيدة

» تعريف التوحيد وانواعه لشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالثلاثاء يونيو 30, 2009 1:40 pm من طرف زائر

» الرجاء الإجابة
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 26, 2009 2:51 pm من طرف The king

» بيع رقم سيارة مميز بسعر خيالي
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد يونيو 21, 2009 4:41 am من طرف yassir

» القران الكريم كاملا .. (( فلاش )) ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت يونيو 20, 2009 8:15 am من طرف mogahed

» ساعات رجاليه من زوقي واختياري اتمنى انها تعجبكم
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت يونيو 20, 2009 8:08 am من طرف زائر

» Tnank You R.Carlos
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت يونيو 20, 2009 8:05 am من طرف زائر

» R.Carlos corner flag goal
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت يونيو 20, 2009 8:04 am من طرف زائر

» فرقه الــ b2k ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 19, 2009 5:32 pm من طرف mogahed

» دمعة من هي بالنسبة لك اغلى الدموع
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالخميس يونيو 18, 2009 5:26 pm من طرف The king

» مجموعه احذيه - اكرمكم الله - (( timberland ))
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأربعاء يونيو 17, 2009 12:19 pm من طرف mogahed

» عاااااااااااااااااااوز ترحيـــــــــــــــــــــــــــــب حا
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 15, 2009 2:08 pm من طرف asad

» ((الله لا إلَه إلا هُو الحَيُّ القَيّومُ ))
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 15, 2009 11:23 am من طرف moaz

» كل مايهمك عن النوبة
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:45 am من طرف زائر

» من الشعـر النـوبي
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:44 am من طرف زائر

» موسوعة اشعار نزار قباني
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:42 am من طرف زائر

» هيثم مصطفى (( البرنس ))
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:40 am من طرف زائر

» احد ابناء السامبا (( جونينهو)) ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:39 am من طرف زائر

» رؤساء السودان من 1965 الى 1993
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:36 am من طرف زائر

» مصطلحات من لغتنا الـدارجـة هل تعرفون معناها؟؟؟؟
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:35 am من طرف زائر

» رحـــلة عبـر نهـــــر النيــــــل
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:18 am من طرف زائر

» شاعر الشمـــال أحمدون محمد محمد صــالح
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 11:06 am من طرف زائر

» الشاعر (( إسماعيل حسن ))
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالإثنين يونيو 08, 2009 10:41 am من طرف زائر

» شخص خانك ولجأ اليك للمساعدة ،، هل تساعده ام لا
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالسبت يونيو 06, 2009 2:38 pm من طرف lil gun

» بعض اشعار الامام الشافعي
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 11:34 am من طرف mogahed

» الإمـام الشـافعي
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 10:54 am من طرف زائر

» مجموعة من أجمل قصائد الشاعر محمد بن عبدالله شرف الدين
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 10:47 am من طرف زائر

» عن شاعر الحسيناب المرحوم عبد الله محمد خير
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 10:30 am من طرف زائر

» الشمس شمسي .. كريم العراقي
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 10:25 am من طرف زائر

» (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ )
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 10:23 am من طرف زائر

» كليبـــــــــــــات للاطفال { ضحك رووعه }
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 8:09 am من طرف زائر

» صعوبات النطق عند الأطفال ... المشكلة والحلول
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 7:44 am من طرف زائر

» التصرف الأمثل حيال تساؤلات الأطفال
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 7:13 am من طرف mogahed

» موسوعة المشروبات البارده (( 1 ))
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 7:01 am من طرف mogahed

» موسوعة المشروبات الساخنه (( 2 ))
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالجمعة يونيو 05, 2009 6:59 am من طرف mogahed

» امدرمان لذيذه خلاص ..
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالخميس يونيو 04, 2009 11:38 am من طرف mogahed

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Empty
مُساهمةموضوع: خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية   خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد مايو 31, 2009 1:06 pm

خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية 1




يعتبر ديوان الشاعر النوبى محمد عبد الرحيم إدريس علامة مهمة فى نشأة الأدب النوبى، ويتضمن هذا العمل عنوانا رمزيا (فى ظلال النخيل: 1948) حيث عبر الشاعر فى هذا الديوان عن آمال والآلام النوبيين، كما يتغنى بقيمة الثقافة والحضارة النوبية. بيد أن الرواية استطاعت أن تتبوأ مكانتها كديوان يعبر النوبيون من خلالها عن التجارب التى مروا بها خلال القرن المنصرم. وقد شهدت هذه الحقبة مولد الرواية النوبية عندما قام الروائى النوبى محمد خليل قاسم بإصدار روايته "الشمندورة" . وتقول فريدة النقاش فى تقديمها للرواية أن محمد خليل قاسم هو "واحد من أكبر الروائيين المصريين وأخطرهم أثرا"،ص24. وكان خليل قاسم قد كتب هذه الرواية وهو فى سجن الواحات حيث كان مسجونا سياسيا. وهذه الرواية تدور حول حياة النوبيين فى تلك الفترة التى شهدت التعلية الثانية للخزان (1933). وكان لهذا الخزان الذى شيد عام 1902 ثم تم تعليته عدة مرات أكبر الأثر فى غمر الأراضى النوبية مما أدى إلى تشريد الأهالى وأدى إلى انتشار الأمراض والمجاعات. وبالرغم من أن أحداث هذه الرواية تدور فى قرية محددة هى قرية قته إلا أنها ترمز إلى كل قرى النوبة التى واجهت نفس الشدائد وتعرضت لنفس الأهوال. واستطاع الروائى أن ينقل لنا من خلال هذه الأزمة كل عادات وتقاليد النوبة وماهية العلاقات بين أفرادها. وعلى حد قول الأستاذ محمد أمين العالم، فإن هذه الرواية يمكن تصنيفها على أنها رواية واقعية تستمد مادتها من واقع الحياة وذلك دون أن تفقد قيمتها الأدبية والفنية. إن كلمة الشمندورة ترمز إلى الحياة فى النوبة التى تتحرك حول نفسها دون أن تتقدم إلى الأمام. وهذه الأداة لا ترمز فقط إلى الهدوء والسكينة التى تتمتع بها النوبة بل تشير أيضا إلى صلابة وكبرياء أهلها. ونرى الشمندورة فى الرواية نجاهد وتناضل وتقاوم الأمواج العاتية التى تدفعها إلى قاع النهر:

..وتميل الشمس لتغوص فى مياه النيل إلى الغرب عاكسة أشعتها الواهنة
على صفحة الشمندورة الحمراء التى تناضل فى الضحى، وتناضل فى
الظهيرة وعند الأصيل وعند السحر، لتنتعق وتجرى فى النيل كما تهوى،
دون تلك السلسلة اللعينة التى تشدها إلى القاع.. الشمندورة، ص104.

وهنالك روائيون آخرون من النوبة اختاروا أن يحذو حذو خليل قاسم ويتخذوا الرواية ديوانا لهم وسعوا من خلالها ليحفروا أسمائهم فى سماء الأدب ومنهم إبراهيم فهمى و إدريس على ويحيى مختار وحسن نور وحجاج أدول ومحمد وهبة. كتب إبراهيم فهمى عدة مجموعات من القصص القصيرة: القمر بوبا (1989) وبحر النيل (1990) والعشق أوله القرى (1992) ورمش الصبايا (1994). ويعبر إبراهيم فهمى عن عشقه لبلاد النوبة فى مجموعته القصصية (القمر البوبا) والتى تدور أحداثها فى القاهرة، فهو يبين لنا أن هذه المدينة التى تكتظ بالمغريات لم تستطع أن تنزع النوبة من قلوب أبنائها الذين يقيمون فى القاهرة. فالقمر بوبا (عبارة عن قلادة من الذهب) ترمز إلى الثقافة والتقاليد النوبية.

بدأ إدريس على فى كتاب القصة فى السبعينيات. وتعتبر رواية دنقلة (1992) من أشهر الروايات التى كتبها، وقد قدمها المؤلف على أنها "رواية نوبية". وهذه الرواية تدور أحداثها فى قرية "قرشة"، إحدى قرى النوبة. وقد أثارت الموضوعات التى تعرض لها فى هذه الرواية جدلا واسعا لما تحتويه الرواية من أسماء تتشابه وأسماء أشخاص حقيقيين فى القرية، والموضوع الرئيسى فى هذه الرواية يتناول أثر الهجرة على النساء فى قرى النوبة فالرجال يضطرون إلى العيش فى بلاد الغربة سنوات طويلة تاركين خلفهم الزوجات اللاتى يعانين من الوحدة والملل مما قد يؤدى إلى ارتكاب جريمة مزدوجة مثل الخيانة الزوجية والقتل، وقد ارتكبت حليمة هاتين الجريمتين فى الرواية عندما قامت بخيانة زوجها (عوض شلالى) مع أجير صعيدى وقتلت أم زوجها حوشية النور. أما مجموعته القصصية (وقائع غرق سفينة)1994 فهى تتضمن قصص قصيرة تدور أحداثها فى القاهرة: فهو يلقى الضوء على المعاناة التى يلاقيها النوبيون فى هذه المدينة حيث لا يجدون سوى مهن الطهى والخدمة. ونلاحظ أن الروائى لم يستخدم أسماء للإشارة إلى شخصيات هذه المجموعة القصصية، وهو بذلك يريد أن يرمز إلى كل أبناء النوبة.

وتعتبر رواية (النوبى) أحدث رواية لهذا الكاتب (2001م). وهذه الرواية تتناول قضية مهمة هى الهوية النوبية، فبالرغم من أن النوبيين يحملون دماء مختلطة فى عروقهم: عربية وإفريقية وتركية، إلا أن بعضهم يؤكدون صلتهم بعرقية معينة متجاهلين بذلك الانتماءات الأخرى: فالبعض يؤكد أنه ينتمى إلى العباسيين أو إلى الأنصار والبعض الآخر يتفاخر بدمائه التركية أو البوسنية. إن مقتل "كتبة تيما كوداى" فى الرواية يرمز إلى طمس الهوية الأفريقية فى كيان النوبيين، إذ أصبحوا يتشبثون بالهويات الأخرى. وينتقد إدريس على هذا الوضع من خلال أحد شخصياته—كتبة تيما كوداى—الذى يقول:

..لكن أين جذوركم الفرعونية والنوبية؟
أين "رمسيس" و"نفرتارى" و"طهراقا" و"كاتشا"؟ قل لى..أين؟ أنتم
هنا تتفاخرون ببنى "الكنز" وهم هناك "مجراب" و"مرداب" و"كشاف".
لقد اختزلتم التاريخ فى العرب والأتراك والمماليك وتجاهلتم من سبقوهم.
( النوبى، ص38)

كما إن إدريس على قى رواية (النوبى) يذكر النوبيين من خلال استخدام لغة شعرية فى السرد إلى تعدد العناصر المكونة للشخصية النوبية:

نعم جدى مات. لا كما يموت الناس والبعير إنما كالأشجار. وخلال الأيام
التى تلت موته، حاصرتنى عشرات الوجوه، "كتبة تيما كوداى" بجباله
ومزاعمه، "كنود" بصندوقه العجيب واسمه الأغرب، "رمسيس" بتماثيله
البديعة، "نجم الدين" وأولاده الذين زاحموا المكان، فلول المماليك وكشاف
(الأتراك. (النوبى، ص 121).

هذه الأسماء جاءت فى الصفحات الأخيرة من الرواية. وهى أسماء لم تأت على لسان أحد الشخصيات بل تأتى فى سرد الرواية مما يعكس موقف الروائى تجاه هذه القضية. ومن الملاحظ أن كل أسم يرمز إلى هوية معينة، فكتبة وكنود يرمزان إلى الهوية الأفريقية والارتباط بسكان جبال النوبة، ورمسيس يرمز إلى الهوية الفرعونية، أما "نجم الدين" وأولاده فيرمزون إلى الهوية العربية.

وأصدر يحيى مختار فى عام 1992 رواية (ماء الحياة) والتى تدور أحداثها فى قرية الجنينة والشباك، حيث نجد "راجية هميد" التى تركها زوجها "إدريس ليرتمى فى أحضان امرأة فى مدن الشمال تعانى من الوحدة والحرمان، حتى تلقى حتفها غرقا فى مياه النهر. وترمز "راجية هميد" إلى النوبة التى هجرها أبناؤها ولاذوا بمدن الشمال طلبا للرزق، وتواجه النوبة نفس مصير "راجية هميد" حيث تركها أهلها تغرق وتغوص تحت مياه الخزان والسد العالى. وكتب يحيى مختار مجموعة قصصية أحرى هى كويلا (1997). والجدير بالذكر أن بعض قصص هذه المجموعة تدور فى قرية نوبية (ماء الحياة وجدة وندهة) والبعض الآخر فى شقة بالمدينة (الجدار الزجاجى والزمن النوبى) وهذه القصة (الجدار الزجاجى) تدور حول رفض عثمان حجية زواج فتياته من مصريين حتى يسنطيع المحافظة على الهوية النوبية.

حسن نور كتب رواية بين النهر والجبل (1991) والتى تدور أحداثها فى إحدى قرى الكنوز هى قرية قورتة إبان التهجير إلى الشمال فى جبل السلسلة، فهذه الرواية تثير عدة قضايا: (1) عادات النوبة التى تتعلق بضرورة زواج الفتى من فتاة القبيلة التى ينتمى إليها، وهذه العادة تؤدى إلى ضياع فرصة الزواج لفتيات بعض القبائل، وفى هذه الحالة قد تتزوج الفتاة من أحد الغرباء الذين يعملون فى القرية. (2) تتناول الرواية قضية مهمة تختص بردود أفعال أهالى القرية إزاء التهجير والعواقب التى قد تنجم عنها فى المستقبل. ولحسن نور رواية أخرى هى (دوامات الشمال) التى تدور أحداثها بين القاهرة فى الشمال وقرية تقع جنوب الشلال.

أما حجاج أدول فهو روائى وكاتب مسرحي، والجدير بالذكر أن حجاج أدول حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1990 عن مجموعته القصصية (ليالى المسك العتيقة (1989) والتى قام بإهدائها إلى عميد الأدب النوبى الحديث محمد خليل قاسم. ومن بين القصص القصيرة التى تتضمنها هذه المجموعة هى قصة "الرحيل إلى ناس النهر"، وهذه القصة تتناول تأثير النهر على حياة الناس فى إحدى قرى الفاديجا النوبية. فالنهر الذى يعشقة الأهالى ويهيمون به قد تسبب فى تشريدهم وأصبح مصدرا لتعاستهم وبؤسهم، فارتفاع منسوب النهر أدى إلى غمر أراضيهم ومنازلهم بمياه الفيضان مما اضطروا إلى النزوح إلى أعلى الجبل. ويرمز تعرض أشا أشرى للغرق فى مياه النيل إلى ذروة المعاناة فى قرى النوبة. ومن الروايات المهمة التى كتبها حجاج هى الكشر (1992) وتدور أحداثها فى قرية توماس حيث يتعرض الأهالى للفيضانات المتتالية التى تغمر أراضيهم وتهدد حياتهم بالخطر، فيضطرون إلى اللجوء إلى أعالى الجبل. وتبدأ أحداث القصة عندما شاهدت حميدة الطفلة كابوسا عرفت من خلاله أن قرية توماس معرضة للغرق، فاجتمع أهل القرية لمناقشة أفضل السبل لمجابهة الفيضان القادم، واتفق الأهالى على تنفيذ قرار أكاشة اوادة وهو ضرورة التضحية بفتاة بكر جميلة، ولم تنطبق هذه المواصفات إلا على شارى بنت سكينة. وفى النهاية يقرر سماسيب أن يقدم نفسه قربانا للقرى النوبية.

كتب محمد وهبة رواية "أوه مشا" (1997م)، وقد أشار المؤلف فى العنوان الثانوى لها أنها "رواية من الأدب النوبى". وهذه الرواية تدور حول وحش أو اماندجر أختطف بعض الماشية والفتيان فى نجع من نجوع قرية إبريم، وسرت شائعة فى القرية أن ناس النهر يطلبون جزيرة سروجى خالية من المخلوقات. لجأ الأهالى إلى إددو أو الرجل الكبير المشهور بحكمته وشخصيته القوية، أقترح الرجل أن يتم اختيار تسعة من أبناء القرية الأشداء من بينهم إبنه ماهر الذى أعطاه سيف أجداده العتيق، فأنطلق الفتيان إلى سروجى أرتى (جزيرة سروجى) للبحث عن الوحش الذى وصف بأنه "مثل قشرة صدفية باهتة البياض وذيل طويل وفم كبير كالكلابات". بيد أن الوحش استطاع أن يتخلص من معظم هؤلاء الشبان ولم يبق سوى ماهر الذى أستطاع فى النهاية أن يقتل الوحش ويخلص أهل القرية من أنيابه وأظافره القاتلة. ومن سخرية القدر أن يلقى ماهر حتفه بلدغة عقرب أثناء استعداده للزواج من محبوبته اونتى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية   خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد مايو 31, 2009 1:08 pm

خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية 2






خصائص الرواية النوبية
هنالك الكثير من الجدل حول مصطلح الأدب النوبى حيث يفضل البعض التعامل مع الروايات والمجموعات القصصية التى أشرنا إليها فى المقال السابق على اعتبار إنها تنتمى إلى الأدب النوبى. وهنالك من يفضل الإشارة إلى هذه الأعمال على أنها تنتمى إلى الأدب العربى. ومن الملاحظ أن بعض أدباء النوبة يحرصون على تحديد هوية أعمالهم الأدبية فى الصفحة الأولى التى تحمل عنوان العمل الأدبى أو الرواية، كما الحال بالنسبة لإدريس على الذى يقدم رواية "دنقلة" على أنها رواية نوبية، ونجد أيضا يحى مختار يقدم مجموعته القصصية "عروس النيل" على أنها قصص من النوبة. وكذلك الأمر بالنسبة لحسن نور فى رواية "بين النهر والجبل" ومحمد وهبة فى رواية "أوه مشا". والجدير بالذكر أن الهيئة العامة للكتاب قامت بنشر رواية حسن نور "بين النهر والحبل" فى سلسلة (الرواية العربية). وقد كتب عنوان الرواية على النحو التالى: بين النهر والجبل رواية نوبية. أما رواية "الشمندورة" فتم تقديمها للقارىء على أنها "أول رواية نوبية فى الأدب العربى". وفى الواقع لا يهمنا هذا الجدل الحاصل حول هذه المصطلحات ولا ينبغى أن نتوقف كثيرا عندها، فكل الأعمال الأدبية التى ذكرناها مدونة باللغة العربية بدءا من "الشمندورة" وحتى أحدث رواية سطرها أديب ينتمى إلى النوبة. وإذا استبعدنا اللغة كمعيار رئيسى للتصنيف، فهل هناك خصائص أخرى لهذه الأعمال، خصائص تجعلها فريدة ومختلفة عن أعمال أخرى مدونة باللغة العربية؟

أولاًً:- الموضوعات التى تناولتها الروايات والقصص القصيرة

تدور أحداث هذه الروايات حول النوبة والقضايا المرتبطة بها، وهى تحاول إلقاء الضوء على المشاكل التى يواجهها النوبيون والنوبة منذ البدء فى إنشاء خزان أسوان. والجدير بالإشارة أن هنالك موضوعين مهمين يبرزان فى هذه الروايات: 1-الهجرة والتهجير 2-مظاهر الحياة النوبية.

أ. الهجرة والتهجير

معظم هذه الأعمال تتناول الفترة التى سبقت أو واكبت أو تلت تهجير النوبيين إلى الشمال، فبعض هذه الأعمال تحاول رصد معالم الحياة فى الموقع القديم، ومن هذه الأعمال رواية "الشمندورة" للكانب والروائى الفذ محمد خليل قاسم، ويتناول فيه حياة وثقافة النوبيين فى تلك الفترة ثم موقفهم من الأخطار الناجمة عن الفيضانات التى أسفرت عنها بناء خزان أسوان فى أوائل القرن العشرين. فمثلا، يستخدم الروائى خليل قاسم تكنيك تيار الوعى لدى أحد شخصيات الرواية وهو باشرى، رجل من الكنوز:

وأطرق باشرى يفكر..هؤلاء الناس لاهون عن الكارثة فوق رؤوسهم
إنهم لم يجربوا النار بعد، لقد جربتها أنا..جربتها صغيرا ورأيت الموت
يزحف أمواجا على نجوعنا هناك فى الشمال. إنهم لا يعرفون ما قاله النائب
عبد الصادق عبد الحميد، ولا ما قاله سليمان عجيب، لا يعرفون ما عرفناه
نحن هناك فى أسوان عندما كانت سفينتى ترسو فى مينائها قبل أن تجتاز
هاويس الخزان.

وكذلك نجد نفس الموضوع فى رواية "الكشر" حيث يتعرض أهالى قرية توماس لفيضان عارم يتطلب التضحية بنفس بشرية (فتاة غير متزوجة). وكذلك نجد حسن نور فى روايته "بين النهر والجبل" يشير إلى موقف الناس من التهجير والآثار المتربة على هذا الأمر. وهنالك بعض الأعمال الأدبية التى تتناول التأثيرات الناجمة عن التهجير. ومن هذه الأعمال المجموعة القصصية "وقائع غرق سفينة" لإدريس على و"العشق أوله القرى" لإبراهيم فهمى. وكذلك الأمر فى رواية "أرض الجزيرة" حيث يتناول المؤلف (سيد أسحق) قضية تهجير النوبيين نحو الشمال والتى يشير إليها كنقطة تحول مهمة فى تاريخهم:

وكأن ظاهرة الهجرة فى الجنوب ظاهرة طارئة، مجرد تنفيذ قرار
فى زمن محدد لترحيل هؤلاء القوم من مخاوف ارتفاع منسوب
المياه أمام السد العالى متجاهلين أن هذه الهجرة نقطة تحول فى
حياة هؤلاء المهاجرين. تاركين عالمهم الخاص وطريقة حياتهم
وطقوسهم..بل هو اقتلاع من الجذور من أرض الآباء والأجداد.


الآثار المترتبة على الهجرة والتهجير

أدى بناء خزان أسوان عام (1902م) والتعليات المتتالية له (عام 1912، 1933) إلى غرق الأراضى الزراعية فى بلاد النوبة، وكذلك المنازل القريبة من نهر النيل، فأضطر النوبيون إلى إعادة بناء منازل فوق قمم الجبال المتاخمة للنهر. والجديرة بالإشارة أن النوبيين يشعرون بالظلم فيما يختص بالتعويضات التى حصلوا عليها بعد أن أغرقت مياه الخزان أراضيهم ومنازلهم ونخيلهم، فقد كانت الحكومة تدفع خمسين قرشا للنخلة وعشرين جنيها للفدان. وقد أثار خليل قاسم هذه القضية فى رواية "الشمندورة" حيث تحضر إلى القرية لجنة لصرف التعويضات، فيقرر الأهالى مقاطعة اللجنة ورفضوا تلقى أية مبالغ مالية، وسارعوا فى تقديم الالتماسات للمسئولين لعلهم يرفعون هذا الظلم عن كاهلهم.

كما أضطر بعض النوبيين للسفر إلى مدن مصر والسودان بحثا عن الرزق ولقمة العيش. ولما كان النوبيون أميين فإنهم اضطروا للعمل فى مجال الخدمة فى المنازل والفنادق. والجدير بالذكر أنهم كانوا يفضلون العمل مع الأجانب، ويرجع ذلك للتعاطف والاحترام الذى لا يجدونه لدى مواطنيهم من المصريين. وكان هذا العمل الشاق يمثل قمة المعاناة النفسية والجسدية لهم، فسعوا لتعليم أبنائهم فى مدارس المدن التى يعملون بها. ويقول حسن نور فى مقالة له بجريدة الوفد الصادرة فى 14 مايو 2001م، ص7:

...يعايروننا ...بأعمال زاولها أجدادنا مضطرين بعد أن أغرقت
المياه التى احتجزها خزان أسوان أراضيهم ونخيلهم فشحت
أرزاقهم، فسعوا فى بلاد الله الواسعة، ولم يكونوا قد زاولوا غير
حرفة الزراعة، فاضطروا لمزاولة نلك الأعمال التى لا تحتاج إلى
مهارة خاصة، لكنهم أخذوا على عاتقهم تعليم أبنائهم. وقد أبروا
بعهودهم، إذ تخرج منهم الطبيب والمهندس والمحاسب والعالم
والمحامى..الخ.

ويؤيد هذا الرأى السيد حامد فى كتابه (النوبة الجديدة): "إن الظروف الاقتصادية للنوبة الأصلية هى العامل الأساسى لهجرة النوبيين إلى المدن للالتحاق بالأعمال فى مقابل الأجر النقدى".

استطاع بعض الروائيين أن يعبروا عن هذه المعاناة فى رواياتهم وقصصهم القصيرة، فخليل قاسم يلجأ ألى تيار الوعى لدى أحد شخصيات الرواية وهو حسين طه الذى كان يستعد لاغتيال رئيس الوزراء صدقى باشا، رئيس وزراء مصر الأسبق الذى لم يلتفت لصرخات النوبيين ويعر اهتماما بمعاناتهم:

أنا أفهم أهمية الخزان وضرورته ولكننى أفهم أيضا أهمية أن يتم هذا
كله فى ظل حكومة دستورية، حكومة من الشعب..أن يتم وعلى الدست
يحسنون تدبير مصائر الناس وخصوصا إذا كان هؤلاء الناس يضحون
كل شىء، بكل ما ما يملكون.. يالهم من أنذال.. (الشمندورة، ص269)

أما إبراهيم فهمى فى مجموعته القصصية "بحر النيل" فيقص لنا عن المطاردة والملاحقة التى عانى منها النوبيون فى المدينة:

أكلمهم طوال الليل، فلا يكلمونى، وحدى تطاردنى وجوه الذين
طردونى من الشوارع، بين آخر الليل وأوله، يطرقون على الأبواب،
ويحطمون الكوالين دون دستور، يعلقون شارات منفئته على صدورهم،
يقلبون الكتب رأسا على عقب، يمزقون من على الجدران، صور
"الحبايب"، والمباخر، "والبروش". بحر النيل ص49.

وكذلك نجد إدريس على فى مجموعته القصصية "من وقائع غرق سفينة" ينتقد أوضاع النوبيين فى المدينة من خلال وجهة نظر الابن المتمرد الرافض لحياة البؤس والفقر:

اسمع يا شيخ فتة..أنت مهموم ببطنك ولا تعى هذه الأمور، إننى على
استعداد لأكل لحم الكلاب والحنضل والنجيل..لكنى أموت جوعا ولن
أكل فضلات الغير..هل فهمت يا سيدنا الشيخ؟..انظر إليه مساغربا
طالبا الإيضاح..فيضيف ثائرا: لماذا يطعمنا الفضلات..هه قل لماذا؟
هل نحن متسولون؟ إذا كان عاجزا عن إطعامنا فليقتلنا وينتحر.



ب. مظاهر الحياة النوبية فى الروايات والقصص

العادات والتقاليد

تقدم الروايات النوبية وصفا دقيقا لمظاهر وطقوس الحياة فى بلاد النوبة، إذ تسلط هذه الروايات الأضواء على عادات النوبيين المختلفة والتى تتضمن عناصر دورة الحياة: الميلاد، الختان، الزواج والموت وموسم جنى البلح. فهذا خليل قاسم فى رائعته "الشمندورة" يرسم لنا لوحات مختلفة لعادات أهل النوبة فى المناسبات المختلفة، فمثلا لأهل النوبة عادات خاصة عند انتظار الباخرة (البوستة) التى تقل على متنها الأحباب والأصدقاء العائدين إلى موطنهم بعد طول غياب:

وفى كل أسبوع..كنا نذهب إلى المحطة النيلية، وننتظر الباخرة، فتتبغدد
علينا ولا تصل فى مواعيدها، فنظل ننتظر وننتظر حتى يصيبنا الكلال، فننام
على الشاطىء حتى تصوصو فى عيوننا بأنوارها الزاهية من بعيد، فيهلل
الصغار وتصفو نفوس الرجال والنساء..ثم تدنو وتتهادى رويدا رويدا إلى أن
تعانق المرسى، وترمى بالسقالة إلى الموردة، (الشمندورة، ص75.)

وهنالك روائى آخر هو سيد جمال إسحق يقدم لنا فى رواية (أرض الجزيرة) وصفا لسلوك أهالى النوبة عندما يشاهدون سفينة الأحباب وهى قادمة نحو الشاطىء:

أصوات الضجيج والثرثرة تختلط وتتصاعد وتتداخل وتبتلع أى
مظهر للهدوء، يتحركون فى فوضى عارمة حتى النساء خرجن
من وقارهن، ورحن يلوحن بأطراف طرحهن وزعقن بأصواتهن
المميزة، وكلما اقتربت الباخرة ازدادت الحناجر حماسا واشتعلت
العواطف.

وهنالك عادات تتعلق بعودة الغائب، فأهالى القرية يتوافدون على منزل العائد من السفر ويتسامرون معه ويستمعون إلى الحكايات التى يرويها عن المدينة التى يقيم فيها، فهذه العادة سجلها الروائى خليل قاسم فى روايته "الشمندورة":

..وبعد العناق والأحضان، خلص الرجل إلى "المندرة" وتربع على أريكة
وبدأ الناس من نجعنا ومن النجوع القريبة يتوافدون عليه، والكوانين
مشتعلة وأكواب الشاى، وفناجين القهوة تدور عليهم..وأمرنا الرجل فأدرنا
على الضيوف صندوق سجائره الماكينة... (الشمندورة، ص76.)

وكان النوبيون يحتفلون بموسم جنى ثمار النخيل، عندئذ يجتمع الأقارب والأهل لاقتسام المحصول حسب أسهم كل فرد فى ثروة النخيل. وكانت هذه المناسبة فرصة لإقامة حفلات الزفاف. وقد وصف لنا خليل قاسم موسم جنى البلح وصفا دقيقا فى روايته "الشمندورة":

مئات..من الرجال والنساء والأطفال يهبطون مع الشمس الصاعدة إلى
الشاطىء على موعد مع عشرات الألوف من أشجار النخيل، ومئات من
السباطات، وملايين حبات التمر، فالنجع يبدو وكأنه ليس إلا غابة نخل..
نخل من كل لون، من كل مذاق، ولكل نخلة حياة كاملة، وصفات متوارثة
يحفظها عم نوح..عن ظهر قلب. (الشمندورة، ص114)

وللنوبيين طقوس خاصة عند ولادة الأطفال وأثناء حفلات الختان والزواج والموت. فمثلا، عندما تقترب ساعة الولادة يوضع أناء (من القطن والزيت) مشتعل بجوار رأس الأم، كما يوضع سكين وأظافر تحت الوسادة لحمايتها من الأرواح، كما يوضع باذنجان وبعض البلح والقمح فى أناء بالقرب من رأس الأم، ويبقى الثوم والكحل على مقربة من الداية التى تضعها فىعين المولود. يقدم لنا خليل قاسم هذه العادات المتصلة بالولادة فى روايتة "الشمندورة" حيث يصف تجربة حجوبة مع الولادة:

وعادتا إلى الفناء، وصبتا كيلة كاملة من الذرة فى عمرة كبيرة من الخوص
الملون ثم شدتا المولود، ووضعتاه على الذرة تعمدانه , وأمه تراقبه من خلف
جفونها المسدلة.
ثم مدت بطة يدها إلى المكحلة.. وعبثت فيها قليلا ثم قربت المرود من جبين
المولود ورسمتا عليه فى عناية شديدة صليبا مضت تتأمله ثم أعادت المولود
إلى أمه! (الشمندورة، ص134.)

ونجد يحيى مختار فى روايته "ماء الحياة" يقدم لنا بعض الطقوس التى تتصل بالموت حيث يصف سلوك الأهالى (قرية الجنينة والشباك) فور سماع نبأ وفاة راجية هميد غرقا فى مياه النيل:

غطوا "راجية" بأعواد الحلفا وسعف النخيل، وتقاطر خلق
كثير من الأهل ودوى العويل والصراخ واللطم على الخدود
وحسو التراب فوق الرءوس وشج الملابس "سكينة برون عمة
راجية" ألقت بنفسها فى النهر وهى تولول صائحة " إبيوه"
راجية إبيوه...يالهوك يا راجية يا لهوك" (ماء الحياة، ص13)

كما يقدم لنا يحي مختار وصفا لطريقة الدفن التى استخدمها النوبيون فى البلاد القديمة، وهى عادات تغيرت بعد سنوات التهجير فى موطنهم الجديد فى شمال وشرق كوم أمبو:
...المعول يشق اللحد عميقا..تجويف جانبى فى القاع حيث يوسد
الجسد الرأس للقبلة شرقا..ولكن العمق كاف..طول قامة الرجل
لتمتنع الجثة عن الضباع والذئاب التى ستهبط من شعاب الجبال ليلا.

سارعوا فى دك التربة واقامة شاهدين وعند الرأس حفر حوض صغير
على عجل القيت فيه حبات القمح وارتوى القبر مع الحبات من بزخات
من ماء النهر.،

وكذلك نجد حسن نور يقدم لنا فى روايته "بين النهر والجبل" وصفا لاحتفالات الزواج فى قرية نوبية هى قورتة حيث يحتفل أهلها بزواج أحد أبنائها (محجوب):

..خرجت النساء بأطباق الخوص الكبيرة على رؤوسهن يتوسطها صحاف
امتلأت بالادام وأصناف الطيور واللحوم، وجرى الصبية إليهن..تناولها منهن
..رصوها فوق الأرض وراء جدار الجامع الغربى..تقدم اثنان من الرجال..
أعادوا توزيع الصحاف وقطع اللحم..وأجزاء الطيور..تحلقها الرجال..غرسوا
الأصابع فى الصحاف..فتكت الأسنان بقطع اللحم..(بين النهر والجبل، ص33)

ونجد أيضا حجاج أدول فى مجموعته القصصية "غزلية القمر" يقدم لنا وصفا دقيقا لحفلة العرس التى شهدتها القرية والقرى المجاورة، ولا يتردد فى وصف الملابس أو الأزياء التى كان يرتديها المشاركون فى هذا العرس:

الرجال فى جلابيب وعمائم بيضاء. النساء يرتدين الأثواب السودانية
فضفاضة بألوان الطيف الفاقعة. تلفهن تماما عدا أعلى الصدر والعنق
والذراعين. يسقط من أعلى الرأس للخلف لتطل الشعور المجدولة
المدهونة، تكلل الوجوه السمحة الباسمة. يرقصن لجات لجات متقاربات
صافات ، يجمعن ألوان الدنيا، ثوب أحمر. ثوب أخضر. ثوب أزرق
وثوب أصفر. ثوب يجمع اللونين وثوب يجمع ثلاثة. (غزلية القمر،ص81)

وكذلك يقدم لنا وصفا للرقص النوبى المتميز، وهو نوع من الرقص الهادئ حيث يصطف الرجال والنساء فى صفوف متوازية ويتحركون يمنة ويسرة مع أنغام الموسيقى:

ابتدأ الرقص فى السخونة. تقوت الدفوف. دفع الله يعطى الحيوية فى
ناس الجزيرة. يشاكس كل من يصادفه كبيرا كان أم صغيرا. رجلا أم
امرأة. انضمت صفوف الرجال فتراصت متوازية. تتحرك كأنها أمواج
فى بحر النيل وأمامهم فى المقابلة صفوف النساء تفصل بينهم حلبة
التى يدير منها الشداد الأربعة الإيقاع بدفوفهم الطيعة. الصفوف تتحرك
فى سلاسة..تنتقل من رقصة إلى رقصة. (غزلية القمر، ص78)

موسم جنى البلح من المواسم المهمة فى النوبة، فالأهالى ينتظرون هذه المناسبة كل عام لكى يحصدوا ثمار الجهود التى بذولها طوال العام ويستغلون أموال البلح لإقامة حفلات الزفاف. فمواسم جنى البلح تجد طريقها فى الروايات النوبية. يتناول حجاج أدول موسم جنى البلح فى مجموعته القصصية "غزلية القمر":

فى البكور والدنيا مازالت بين ظلمة سائدة وخيوط ضوء بادئة،
يخرج الأطفال فى مساكنهم، يهبطون إلى شريط الزرع العريض
يجمعون البلح المتساقط نم نخيله فى أكياس قماش، فهو مشاع لهم.
يزعجون العصافير التى لم تغادر أعشاشها بعد.

وكذا يقدم لنا سيد أسحق فى روايته "أرض الجزيرة" وصفا دقيقا لسلوك أهالى النوبة خلال موسم جنى البلح الذى يعد من المواسم المهمة التى يحتفل فيه الأهالى بهذه المناسبة السعيدة كل عام:

تجمعات كبيرة وعائلات كثيرة تحت النخيل وجوهم تنطق بالفرحة،
فرحة الموسم، كانت أصوات الأهالى تنساب متزنة وتجد السهولة
إلى السمع، والأولاد كثيرون ولكن الذباب كان أكثر، كانوا يلعبون
ويهللون للموسم، وللموسم تقاليده فهو لا يقل أهمية عن المواسم
الأخرى مثل مولد الرسول، وشهر رمضان، وعاشوراء، فقد كانت
كل القرى تستعد له من قبل، والرجال يقفون فى الفضاء الواسع
أمام النخيل، يتحركون جيئة وذهابا بانفعال ينم عن قلق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية   خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد مايو 31, 2009 1:09 pm

خصائص القصة والرواية النوبية 3




الطبيعة فى النوبة

كانت الطبيعة فى النوبة القديمة ذات مذاق خاص، وكان النوبيون يعشقون الحياة فى النوبة ولا سيما فى الفترات التى سبقت بناء خزان أسوان. وكانت النوبة مليئة بالخيرات، وكانت الأراضى الزراعية تمتد على ضفتى النيل الخالد. وكان النوبيون مولعين بالمعمار وابتكار أساليب مختلفة لتزيين منازلهم. ومن الملاحظ أن النساء كن شغوفات بطلاء المنزل وبأعمال الرسم على الجدران سواء داخل أو خارج المنزل.

هنالك بعض الروائيين يعبرون عن انبهارهم بالطبيعة الخلابة للنوبة، ويشيرون إلى مواطن الجمال فى تلك البيئة التى عشقها أهلها من القرويين، فخليل قاسم فى روايته "الشمندورة" يعبر لنا من خلال الراوى المشارك فى أحداث الراوية عن جمال الطبيعة فى القرية النوبية التى تلفها أشجار النخيل وعيدان الذرة ونبات الشرنقيق، ويتعانق النيل العظيم مع أطرافها:

كل شىء كان بهيجا وجميلا فى قريتنا فى تلك الأيام، فالنيل العجوز،
وسواعد الرجال والنساء، والشمس المشرقة اللافحة قد كسا الغيطان
والشواطىء، بخضرة يانعة تتخللها مقاطع شتى من الألوان تبعث
البهجة والتوثب، ونبات الترمس ينمو ويترعرع فوق الجروف
المبتلة و"الكشرنقيق" ينشر خضرته بين سيقان أشجار النخيل..
يزخرفها نوار احمر وأصفر وأبيض هنا وهناك، وعيدان الذرة،
ترتفع وتميس على نغمات النسيم، وتمد أصابعها الصغيرة تثقلها،
فتنحنى وكأنها تصلى للأرض الطيبة، وعلى النخيل عناقيد بلح
تتزاحم كعصائب من المرجان تلف أعناقها..والنيل العالى تتلاطم
أمواجه الحمراء الدسمة ويهدر كأنه حانق على نجعنا وعلى الجزيرة
التى كاد يبتلعها ويحطم بيوتنا المبنية من الطين. (الشمندورة،ص61.)

وفى موضع آخر فى الرواية نفسها يسجل خليل قاسم عشق أهالى النوبة وهيامهم بأشجار النخيل ونهر النيل الذى يلازمهم الحياة ليل نهار ولا يتصور أحد أن يعيش دون النيل والنخيل:

فقد ولدوا جميعا على هذه الأرض، ومن قبلهم ولد عليها آباؤهم وأعمامهم،
إنهم جميعا يعشقون أشجار النخيل، ويحبونها هى والأرض الزراعية
والبيوت المبنية من "جالوص" الطين..والطوب الأخضر..والنيل-شريحته
المتدفقة-أمام قريتهم..يعشقونها كما يعشقون زوجاتهم. دار فى خلدهم دائما
أن بلادهم أجمل بلاد الدنيا، وناسها أحسن ناس فى العالم.. (الشمندورة، ص80)


ومن الواضح أن عشق خليل قاسم للطبيعة فى النوبة تتمثل فى اللغة الشاعرية التى يستخدمها فى السرد، وهى لغة شاعر يتحدث ويتسامر مع الطبيعة ويتخيلها كأنها صديقة تستمع إليه ويستمع إليها:

كان الليل يلفظ أنفاسه والكون يتمطى..والشمس تكاد تقفز فوق التلال
الشرقية وتتبدى كقطعة مستديرة من الخشب تتوهج فى كانون بعيد
وتلقى أضواءها الحمراء الشفافة على المخمل الأخضر المنطرح فى
استرخاء كسول على الأرض فوق الشاطىء، وفى الجزيرة، وبين
الجذوع وتعكس ظلال النخيل وأشجار السنط والأثل والدوم طويلة
على مد البصر والجنادل تنتقل من حرش اللوبيا إلى حرض آخر..
..والأمواج الهادئة المرتعشة تدغدغها الريح لتستيقظ وتنهض لتشترك
فى زفة الصباح.. (الشمندورة، ص85.)

وهذا سيد جمال اسحق فى رواية "أرض الجزيرة" يقدم لنا وصفا دقيقا للطبيعة كما شاهدها فى النوبة:

كان ضوء النهار يتسلل من وراء هامات الجبال الرابضة خلف بيوت
النجع. الشمس تفرك عينيها وتدب فيها الحياة. كانت سحابة صغيرة تنتقل
زرقة السماء وزهزهة النهر تنتشر وتتناثر فى تآلف بديع، واستحالت
ألوان الطبيعة فى الأرض والحقول والنخيل والحشائش والنباتات من
الزرقة المشوبة بالخضرة إلى لون بالغ الاخضرار. (أرض الجزيرة، ص9.)

وكان سيد جمال اسحق منبهرا بشجرة الجميز التى يسير بجوارها، فيتمادى فى وصفها معبرا عن تلك المشاعر التى انتابته عندما نظر إلى تلك الشجرة العتيقة:

شجرة عتيقة شامخة برأسها، ضاربة بعروقها فى الأرض، يتآلف
لونها بشروق الشمس، ونسمع حفيف أوراقها فى تلذذ وقطرات الندى
المتساقط تعلق بأوراقها الخضراء... (أرض الجزيرة، ص9)

ولم يكن كل الروائيين عاشقين لبلاد النوبة القديمة، فها هو إدريس على يعبر صراحة فى روايته "النوبى" (2001م) عن عدم افتنانه بهذه البلاد الموحشة:

لكننا نحن—أبناء الجيل الجديد—كنا منبهرين بفكرة الانتقال، لقد زهدنا
النوبة بجبالها وفقرها وكآبتها..فما إن نعبر الشلال فى اتجاه الجنوب حتى
نكتشف البون الشاسع بين المدينة والقرون الوسطى، ظلام ووحوش وعقارب
وجوع ومرض وخرافات، فالذى يمرض يهلك، لا طبيب مقيم ولا مستشفيات
متنقلة ولا معونات إغاثة ولا مسئول واحد يمر..(النوبى، صCool

يهاجم إدريس على بلاد النوبة القديمة فى أحدث رواية له وهى "اللعب فوق جبال النوبة" (، 2002م) من خلال شخصية الراوى المنغمس فى أحداث الرواية ومن خلال وجهات نظر أخرى تتمثل فى شخصية غادة، فتاة والدها من النوبة ووالدتها مصرية ومن خلال شخصية الجد. فى رواية "اللعب فوق جبال النوبة" (، 2002م) يعبر إدريس على من خلال الراوى المشارك فى أحداث الرواية عن عدم رضاه ببلاد النوبة القديمة وقراها التى ألقاها مياه الخزان فوق الجبال الموحشة الممتلئة بالذئاب والعقارب والحشرات السامة. وإدريس على فى كل رواياته يعبر عن احتقاره للنوبة القديمة، وفى هذه الرواية يصفها بالتخلف والعزلة القاتلة:

كانت بلادنا مغلقة على نفسها تمارس الحياة وفق تقاليد موروثة
صارمة، متخلفة، لا تتطور ولا تتغيرن تقوم الثورات فى الشمال
والجنوب ويتبدل الحكام، فلا تتأثر. اللعب فوق جبال النوبة، ص9

كما يتهم إدريس أهل النوبة القديمة بالسذاجة وسطحية التفكير، فهم أناس لم يكن لديهم القدرة على الحكم الصحيح والتقدير الصائب للأمور:

وكان لدينا مفاهيم مشوهة وخاطئة فنظن أهل الشمال كلهم "حكومة"
من البيض الأشرار الذين بنوا الخزان لإغراقنا وإفقارنا، ونظن أهل
الجنوب السود حدا لهم ذيول ويأكلون البشر. اللعب فوق جبال النوبة، ص10

فإدريس على يكره كل ما يمت بصلة بالجنوب وعبر عن افتنانه بكل ما يتصل بالشمال، كما هو واضح فى حديثه هن الرياح الشمالية والرياح الجنوبية:

غادة الجميلة هبت علينا كنسمة شمالية ندية واشتبكت فى ساعة
نحس مع ريح سموم جنوبية فاختنقت.. (اللعب فوق جبال النوبة،ص 19)

وبشير إلى الجنوب كموقع اشبه بالجحيم حيث ينفى فيه المنبوذون، أما الشمال فى رأى إدريس فهو جنة الله على الأرض:

يوم وصولها إلى منفانا، مبعدة من جنة الشمال إلى جحيم الجنوب،
(اللعب فوق جبال النوبة، ص20.)

ويتجلى افتنان إدريس على بكل ما يتصل بالشمال فى وصفه لغادة الفتاة ذات الأم الشمالية:

وحين أطلت من الباخرة، بدت كالبدر فى تمامه، بيضاء تشع نورا
مع ضوء الشمس، باسمة الثغر، فاحمة الشعر، سافرة الوجه والملبس
أنيقة، رشيقة..كانت أجمل من زوجة المدرس الشمالى، وأجمل فتاة
هلت علينا، (اللعب فوق جبال النوبة، ص20.)

ويتعاطف مع غادة الشمالية التى تضطرها الظروف أن تقيم فى بلاد النوبة الموحشة التى تحاصرها الذئاب والعقارب:

ولا أدرى كيف لهذه البنت الطرية التكيف مع طرائق حياتنا الخشنة
وتقاليدنا الصارمة؟ كيف لها بالخبيز والعجين وإطعام الدجاج وجلب
المياه والنوم فوق "العنجريب" لا يريح بدنا؟ وكيف ستتحمل عواء
الذئاب وأسراب العقارب والحبس المنزل والنوم مع مغيب الشمس؟

وإدريس يوحى لنا بأن المرآة الشمالية تعيش فى وضع أفضل من نساء النوبة وتتمتع بمزايا لا تستطيع المرأة النوبية أن تحلم بها، لذلك فالمرأة الشمالية سوف تجد صعوبة فى التأقلم فى القرى النوبية النائية التى تشارك فيها الذئاب والعقارب أهل القرى فى معيشتهم. وفى المقابل يصف إدريس على نساء النوبة بالخشونة وفقدان الأنوثة:

كانت الست شاية كمعظم نساء قريتنا يتأبطن "المركوب" ويمشين
حافيات، تدبين على الأرض بقوة فيئن الحصى تحت أقدامهن المتشققة
لا يشكون ولا يتذمرن هن والأرض الملتهبة يتعاملن فى مودة ورفق.
وحرصهن على سلامة الأحذية العزيزة النادرة أكثر من سلامة أقدامهن،
غادة لم تدرك مغزى الحذاء المحمول، وحاولت التقليد ثم صرخت بعد
ثلاث خطوات. (اللعب فوق جبال النوبة، ص25 )

وفى رأى الراوى المشارك فإن المرأة الشمالية تستطيع أن تغير من إيقاع الحياة فى بلاد النوبة الموحشة، فالمرأى الشمالية تجعل هذه الحياة محتملة وممتعة:

لا حديث فى نجوعنا سوى عنها، "أونتى" البيضاء المرحة التى
حركت حياتنا الراكدة بحيوتها ومرحها وأغانيها ونكاتها اللاذعة
ولغتها العامية السهلة الجارحة والمكشوفة أحيانا. (اللعب فوق جبال
النوبة، ص30.)

كما تأتى الانتقادات على لسان الفتاة الشمالية غادة، فهذه الفتاة التى تزور النوبة لأول مرة تنفر من أهلها وتعبر عن مشاعر الاستياء من فقر المنطقة:

وقالت بهلع: يا خرابى انتوا إيه؟ وأنا فين؟ دا باينى وقعت وما
محدش سمى على..وهى دى بلدنا بقى؟ دى وحشة قوى وزى الفرن
وعاملة زى القرافة.. (اللعب فوق جبال النوبة، ص22.)

كما تشكو غادة من وعورة الأرض وحرارتها مما يحول السير دون حذاء، ومع ذلك لا تتذمر نساء النوبة اللاتى يسرن على الأرض وهن حافيات:

وغادة تتعثر فى الحجارة والزلط تكبو وتقوم بصعوبة وتعتدل ساخطة:
يا لهوى..هو مافيش أسفلت عندكم خالص..أنتم بتمشوا على الأرض
دى إزاى؟ (اللعب فوق جبال النوبة، ص24)

كما نجد أن شخصية الجد لا تختلف عن الراوى المشارك فيما يختص بنساء الجنوب، فالجد لا يخفى مشاعر الإعجاب والافتنان بنساء الشمال اللاتى قد يوقعهن حظهن العاثر فى بلاد النوبة:

والله البنت دى كانت تنفع ممثلة.. لكن حظها الأسود رماها فى الخرابة
دى والله العظيم حرام وأبوها زول مخبول..حد يا أخى يرمى النعمة دى..
لكن تقول إيه..لسه فيه ناس مخها تعبان". (اللعب فوق جبال النوبة، ص31.)

وفى الواقع لا يوجد ما يبرر هذا الافتنان المرضى بنساء الشمال، ويعترف إدر يس أن لون البشرة هو المعيار الرئيسى للجمال، لذ فكل امرأة بيضاء تعتبر جميلة. وهذا استدلال خاطىء ومبنى على فروض منطقية خاطئة. ومن الغريب أن الفتاة التى يعبر الراوى عن افتنانه بجمالها وبجسدها ألأبيض البض من حوارى بولاق وإمبابة. وكلنا يعلم أن هذه الحوارى فقيرة وتنبعث منها رائحة كريهة لا يتحملها الإنسان، كما أن سكان هذه المناطق من بسطاء القوم، وليست كل فتاة ذات بشرة بيضاء تعتبر جميلة.

ويبين لنا إدريس على من خلال روايته "النوبى" أن العادات والطقوس التى يمارسها النوبيون إنما تعبر عن تعدد العناصر المكونة للشخصية النوبية، وهى عناصر لا يدركها الممارس لهذه العادات المتوارثة منذ الأزل:

..إنهم يعمدون أطفالهم فى النهر كعادة متوارثة ولم يسألوا أنفسهم يوما، أهى
عادة فرعونية أم نوبية أم قبطية و"ضبة" الباب على هيئة صليب وأمى
تقول مستجيرة: أنا فى عرض "مريم"... (النوبى، ص64)

ثانيا: قرى النوبة مسرحا للأحداث

كانت قرى النوبة فى الموطن القديم تمتد من الجندل الأول فى أسوان وحتى الجندل الخامس، وكانت القرى تقع على ضفاف النيل بطول 350 كيلومتر. ويمكن تقسيم النوبة إلى منطقتين: المنطقة الشمالية والمنطقة الجنوبية. وكانت المنطقة الشمالية تمتد لمسافة 150 كيلومتر و تضم قرى الكنوز (دابود فى الشمال والسبوع ووادى العرب وكورسكو فى الجنوب). أما المنطقة الجنوبية فكانت تمتد لمسافة مائى كيلومتر وتضم قرى الفاديجا حتى تصل إلى قرية أدندان عند الحدود السودانية.

معظم هذه الأعمال تدور فى قرى نوبية: الشمندورة (قتة)، العشق أوله القرى (كشتمنة)، الكشر (توماس)، عروس النيل وماء الحياة (الجنينة والشباك)، دنقلة (قرشة)، بين النهر والجبل (قورته)، أوه مشا (إبريم)، النوبى (كشى). ومن الواضح أن رواية إدريس على "اللعب فوق جبال النوبة" تدور أحداثها فى قرية من قرى النوبة، ولكنه لم يشر إلى اسم القرية مما يوحى أن هذا الحدث قد يقع فى أية قرية نوبية.

ثالثا: شخصيات الرواية

شخصيات هذه الأعمال تحمل أسماء لا تتردد سوى فى النوبة: داريا سكينة وصالح جلق "الشمندورة"، فانا واشا اشرى وزينب اوبورتى "ليالى المسك العتيقة"، أحمد سمل وحسن تبد والشيخ كرباش "عروس النيل"، حوشية النور وعوض شلالى "دنقلة"،شاية "اللعب فوق جبال النوبة"، وهجلة ميرغنى "زواج هجلة ميرغنى" "غزلية القمر"، أوش الله وإددو "أوه مشا" وكذلك نجد استبدال حروف عربية بأخرى حتى تنسجم الكلمة مع النطق النوبى للأسماء العربية: مهمد (بدلا من محمد فى (عديلة يا جدتى فى "مجموعة ليالى المسك العتيقة") وراجية هميد فى "ماء الحياة"، فاتن "بين النهر والجبل"، محمد كوكى وكلودة وأش الله "أرض الجزيرة"

والجدير بالذكر أن خليل قاسم يشير فى رواية "الشمندورة" إلى شخصيات حقيقية مهمة لعبت دورا بارزا فى حياة النوبيين مثل الشيخ مرسى الذى قام بدعاية واسعة فى مختلف القرى النوبية ليرسل الناس أبناءهم إلى المدرسة (الدر) التى كادت أن تغلق أبوابها لقلة عدد التلاميذ والنائب سليمان عجيب الذى كان يدافع عن حقوق النوبيين فى البرلمان المصرى.

رابعا: الزج بكلمات نوبية فى لغة السرد أو لغة الحوار

يتحدث سكان النوبة الشمالية لغة خاصة بهم تسمى "كنزية" وهذه اللغة تتطابق ولغة الدناقلة فى أقصى الجنوب. ويمكن قول أنهما لهجتان للغة واحدة. أما سكان المنطقة الجنوبية فيتحدثون لغة مختلفة هى الفاديجية. والجدير بالذكر أن هذه اللغات تنتمى لعائلة لغوية واحدة تسمى " لغات توبة النيل"، وكانت قديما لغة واحدة "للغة النوبية القديمة" التى كانت تكتب العصر المسيحى من خلال مزيج من الحروف القبطية والإغريقية.

لا يتردد الروائيون وكتاب القصص القصيرة فى استخدام الكلمات والجمل النوبية سواء فى السرد أو الحوار. ففى الرحيل إلى ناس النهر "ليالى المسك العتيقة" يستخدم الروائى حجاج أدول كلمات نوبية فى السرد ثم يقوم بتفسيرها فى ذيل الصفحة: اشا (عائشة)، الفرى (سمك البلطى)، الهامبول (مجرى النهر) ص5. وكذلك يحرص إدريس على استخدام كلمات نوبية فى رواية "دنقلة": الكشرنجيج (ورق اللوبيا)، ص33، الدوكة (خبز من الدقيق)، ص68. وكذلك أيضا فى رواية "النوبى" حيث يستخدم كلمات نوبية فى السرد ويضطر إلى تفسيرها فى أسفل الصفحة: كشى (قرية نوبية)، ص8، تود (ابن)، ص36، تنجار (غرب)، ص37. وكذلك يفعل إدريس فى روايته "اللعب فوق جبال النوبة": العنجريب (سرير من جريد النخيل) ص25، أونتى (قمر)، ص30، والجاكود (وجبة من ورق اللوبيا تشبه الملوخية)، ص52. ويحرص الروائى محمد وهبة على استخدام كلمات نوبية فى السرد، وهى كلمات نجد معانيها أسفل الصفحة فى رواية "أوه مشا": السجر (مركب شراعى)، ص10، أمن دجر (ناس النهر) و نتو (نجع)، ص11 ويستخدم حسن نور فى روايته "بين النهر والجبل" كلمات نوبية يحرص على تفسيرها فى أسفل الصفحة: العنجريب (سرير من جريد النخيل)، ص15، الكل ديو (نوع من الخبز)،ص16. وأحيانا يلجأ الروائى—كما فى أديلا يا جدتى—إلى تقديم الكلمة النوبية بعد الكلمة العربية: خبزهم (الكابد) وملوخيتهم (الإتر)، ص34. وكذلك الأمر فى رواية "الكشر" حيث يحرص حجاج أدول على كتابة الكلمة النوبية بين أقواس تلى الكلمة العربية: أشرار النهر (آمون-دجر)، ص30. وأحيانا يأتى الروائى بالكلمة النوبية أولا ثم يسعى إلى تفسيرها مباشرة فى السرد، كما فى رواية ماء الحياة ليحيى مختار: مركبة "أنتى"—القمر—، مياه "الدميرة"—الفيضان—ص 8، "..عندما ردد "الموليه"—الجبل—"ص10.

يعض الروائيين يلجأون إلى استخدام اللغة النوبية فى الحوار، كما الحال بالنسبة لخليل قاسم فى "الشمندورة، ص71":

"—أنان هالى ..كيف حالك؟
--أشرى يا..الحمد لله...وأنت؟
--سكاركالاجا ..مثل السكر..
وحجاج أدول فى مجموعته القصصية "ليالى المسك العتيقة": --إيوه مهمد زينب كا-كوم ص37 ويحيى مختار فى روايته "ماء الحياة": منجا فاورو ماذا نفعل؟ ص45يااللال المروة يا هو..يا أهل المروءة يا هو"ص10. ومحمد وهبة يفضل أن يوظف اللغة النوبية فى الحوار ويأتى بمعناها فى أسفل الصفحة:: منجه هاوروا "ماذا تفعل سكردو "كيف يا كبير؟" ولحسن نور أسلوبه المتميز فى الكتابة فنجده يجمع بين طريقتين فى التعامل مع الكلمات النوبية الذى يأتى بها فى السرد أو الحوار، فتارة يلجأ إلى ذيل الصفحة لشرح الكلمة النوبية: "كان الرجل ممدا فوق العنجريب" "سرير من جريد النخيل)، ص15. وتارة يلجأ إلى الترجمة التى تلى الجملة النوبية: "آى ارجى اويوركومى وريرتو (لم أعرفكما من البعيد) ..طيبرى موستفى..طيبرى اليش؟ (كيف حالك يا مصطفى وأنت يا عليش؟)"، ص30

خامسا: الأساطير النوبية

كان النوبيون يعتقدون أن النهر يسكنه مخلوقات طيبة وأخرى شريرة، وكانوا يتسابقون إلى استرضاء هذه المخلوقات من خلال تقديم الطعام وإلقاء الأضحية فى مياه النهر. وكان هنالك اعتقاد سائد بأن بعض الناس يرتبطون بعلاقات خاصة بهذه المخلوقات. وجدت الأساطير النوبية طريقها إلى بعض الروايات والقصص القصيرة. وقد اعتمد حجاج أدول فى مجموعته القصصية "ليالى المسك العتيقة" على هذه الأساطير التى كانت مألوفة للنوبيين فى الزمن القديم. فنجد فى هذه المجموعة أن الجدة اشا أشرى كانت مغرمة بمخلوقات النهر ورفضت كل الآراء التى طالبت بابتعادها عن النهر وأصرت على أن كل المخلوقات النهرية تتسم بطيبة القلب وحب السلام، وكذلك نجد أن رواية أدول "الكشر" تقوم على أسطورة ناس النهر، فقد رأى أهالى توماس أن السبيل الوحيد لإنقاذ قريتهم هو تقديم أضحية بشرية تتمثل فى فتاة بكر جميلة. وكذلك الحال فى رواية "أوه مشا" التى ترتكز على وجود أمون دجر أو وحش النهر الذى يهدد كل الكائنات فى جزيرة سروجى والجزر المتاخمة لها، ولم يعرف أهل القرية السكون والطمأنينة إلا بعد أن قتل ماهر هذا الوحش بعد صراع مريرا فى جوف النهر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية   خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية Emptyالأحد مايو 31, 2009 1:15 pm

ألــــــــــــــــــــــف شكر لــكـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زووول السودانيه :: القسم السوداني :: المنتدى النوبي-
انتقل الى: