تاريخ السودان فى حياتنا

المدير العام تاريخ التسجيل : 24/04/2008 العمر : 31

السودان. . قصة تاريخ لم يكتب !

أحمد إسماعيل* صحفي وكاتب سوداني

المجتمع السوداني مجتمع رعوي لا يحفل بالكتابة كثيراً، و مازال يسجل تاريخه في الذاكرة الشفاهية للحفظة من كبارالسن الذين توارثوا قصصه أباً عن جد، و لهذا ظل التاريخ السوداني في كثير من جوانبه أسيراً لهذه "الذاكرة" الشعبية، حيث يتهدده الموت و الاندثار !! و النذر اليسير مما وجد مكتوباً، تلقيناه إما عن بعض الوثائق المدونات القليلة جداً التي تفتقر إلى التحقيق و التمحيص التاريخي على شاكلة (كتاب الشونة) . . و كتاب ( الطبقات) لود ضيف الله ! ! . . أو مما كتبه الأجانب من رحَّالة أو موظفين حكوميين جاءوا مع المستعمر من أمثال نعوم شقير و سلاطين.

لهذا السبب ضاعت كثير من الحقائق التاريخية، و ما بقي منها ظل موضعاً للشك والجدل الكبير الذي لم يجد حتى اليوم من يحسمه و يرجح جانب الصواب فيه، فما زال الناس حتى اليوم يختلفون حول أصل الفونج الذين أقاموا الدولة السودانية الإسلامية الأولى في السودان؛ هل هم عرب أمويون، أم هم من شلك أعالى النيل، أم هم من قبائل غرب إفريقيا التي نزحت إلى السودان!؟ . قل مثل ذلك على قضية جوهرية أساسية مثل ميلاد الدولة نفسها. . هل وجدت دولة الفونج نتيجة لتحالف حدث بين العرب القواسمة بقيادة عبد الله جماع و الفونج بقيادة عمارة دنقس!؟ و معركة أربجي الفاصلة التى أفضت إلى قيام الدولة أكانت بين النوبة أهل علوة من جهة و بين تحالف الفونج والعبدلاب من جهة أخرى!؟ أم أن هذه المعركة كانت بين العرب و الفونج أنفسهم، حيث كان العرب قد أسقطوا ملك النوبة في سوبا مسبقاً و حكموا الأرض، فإذا بجموع الفونج تأتيهم على ظهور المراكب من أعالي النيل لتصطدم بهم في أربجي و تلحق بهم الهزيمة التي يضطرون بعدها للدخول في صلح "غالب و مغلوب مع الفونج" الذين قبلوا بإقرار العبدلاب على ما بأيديهم من الأراضي مقابل الدخول في طاعتهم !؟ و إذا انتقلت غرباً ماذا يعرف الناس عن الممالك التي قامت في دارفور و كردفان باستثناء النذر اليسير عن دولة الفور! ماذا نعرف عن دولة المسبعات في كردفان!؟ أو عن مملكة المساليت في أقصى الغرب؟ إن أهل تلك المناطق يحفظون تاريخاً مطولاً تناقلوه بالرواية عن أسلافهم، وعن معاركهم مع قبائل الدويلات المجاورة، عن سلاطينهم و ملوكهم، عن صداماتهم مع المحتلين الفرنسيين، إلى غير ذلك مما لم يتضمنه التاريخ المكتوب للسودان. . ماهي أصول النوبة الذين يسكنون الجبال المعروفة باسمهم في جنوب كردفان. ؟ . . و من أين جاء التشابه اللغوي الذي نجده في بعض المفردات -بينهم و بين نوبيي الشمال.؟

والقبائل التي سكنت و سط السودان مثل المحس في بحري و الخرطوم، و البطاحين في شرق النيل، و الجموعية في أم درمان و قبائل أخرى كثيرة في المنطقة مثل المناصير و غيرهم، منذ فترة مبكرة يحفظون تاريخاً شفاهياً متوارثاً لأحداث كثيرة و هامة و مثيرة, بعضها سجلته الذاكرة الروائية. . و بعضها الآخر سجلته الملحمة الشعرية . . الجموعية يتحدثون عن بطولات في معارك بينهم و بين بني جرار, و غيرها من القبائل، و الناس في كل السودان يحفظون و يرددون رائعة العبادي "ريَّة" التي سجَّل فيها وقائع تعود أصولها إلى أحداث حقيقية.

أما تاريخ الجنوب السوداني فهو قمة الشفاهية المختلطة بالأسطورة، حيث القبائل نفسها لا تعلم كثيراً عن أصولها التاريخية إلا من خلال الأسطورة! و الأغلوطة الكبرى تكمن في تاريخ مجيئها إلى السودان ! ! فهم يعتقدون أنهم الأقدم والأسبق في هذه الأرض - بحكم اللون والزنجية- في حين أن الوثائق التي أوردها الباحثون أمثال البروفسير محمد بشير عمر تقول إن أقدم القبائل النيلية لم يتعدَّ تاريخ وجودها فيها نحو400عام! . . حيث أن أغلب القبائل – باستثناء الشلك في أعالي النيل- لم تستوطن الجنوب – الذي كان عبارة عن أدغال موحشة- إلا عندما وصلته جحافل الفونج الذين أقاموا دولة مركزية وصلت حدودها جنوباً حتى غندكرو. . وعندما تمت مواجهة السياسيين الانفصاليين الجنوبيين بهذه الوثائق في مؤتمر المائدة المستديرة، أثاروا شغباً وخرجوا عن المؤتمر!.

شخصيات كثيرة كان لها أثرها العلمي و الدعوى و السياسي في السودان مثل الشيخ حمد ود أم مريوم الذي تنسب إليه حلة حمد، و كان معروفاً بالعلم و الورع والتزام جانب السنة و محاربة البدع، و مثله الشيخ فرح ود تكتوك صاحب المواقف الحكيمة و الجهود الإصلاحية، و الشيخ أرباب العقائد، و القاضي دشين المعروف بـقاضي العدالة، المشهور عنه وقوفه في وجه هرطقات حواريي الشيخ تاج الدين البهاري المسمى بـالهميم، الذي كان يجمع بين الأختين، و يزيد في الزوجات على الأربع، فقام القاضي دشين بفسخ أنكحته جميعاً. . و غيرهم من العلماء الذين كانوا يمثلون الطرف المستنير في مجتمع غلبت عليه الخرافة و الشعوذة التي نشرتها الحركة الصوفية الباطنية التي اجتاحت السودان من الشام و مصر. . لا تكاد تجد لهم ترجمة أو تعرف عنها شيئاً إلا عند ود ضيف الله ، هذا الكتاب الذي يرهق عقل القارئ العادي قبل- الباحث المدقق- من كثرة ما فيه من أغاليط و أساطير. . هذا الكتاب رغم وضعيته هذه و خطورة شأنه في التاريخ السوداني لم يجد أحداً الباحثين يهتم بتحقيقه و مراجعة مروياته، اللهم إلا تحقيق البروفسير يوسف فضل له و هو عبارة عن تحقيق مخطوطات ليس أكثر. . و كتاب آخر للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد "وقفات مع كتاب الطبقات" وهو على فائدته العظمى عبارة عن ملاحظات و تعليقات على الأخطاء الشرعية و المنهجية التي تضمنها الكتاب تفيد القارئ العادي حتى لا يقع في منزلق الخرافات التي أوردها الكاتب و لكن الكتاب لم يتعرض للنقد و التحقيق التاريخي بمعنى مراجعة مروياته و مقارنة أحداثه بالوقائع و القرائن التاريخية التي وردت من طرق أخرى مروية كانت أم مدونة. . هذا لم يحصل حتى الآن و حتى في التاريخ القريب . . منذ التركية السابقة و حتى الاستقلال – أكثر فترة حظيت بالكتابة – ما زال التاريخ يعاني من الضبابية و الغبش، و انعدام الرؤية المحايدة الملتزمة بالحقيقة. . فما زلنا نقرأ تاريخنا مما كتبه نعوم شقير و سلاطين، و نكون رؤانا إما بعيون غربية، أو من خلال مرآة محدبة تضخم الذاتية السودانية على حساب الحقيقة!! مثلاً مراجعنا حتى الآن في تجربة دولة الزبير باشا الإسلامية - التي ولدت في قلب الجنوب السوداني و امتدت حتى دارفور- هي كتابات نعوم شقير و سلاطين. . و ما زلنا لا نجرؤ على تقديم دراسة حقيقية مقنعة تعتمد مصادراً أخرى كالرواية الشفاهية و الوثائق المخطوطة و الرسائل و المكاتبات، ترد الصورة الشائهة التي رسمها الغربيون و التي تختزل شخصيته في هيئة أكبر تجار الرقيق في إفريقيا. . ! ! أو من خلال علاقته بالدولة التركية باعتباره أحد الذين يحكمون عنها بالوكالة. . إنما التجربة في حد ذاتها كيف حدثت و كيف تنامت و كيف استمرت وكيف انتهت و انهارت، و ما هي امتداداتها. . ! هذا ما لم يفعله أحد من متخصصي التاريخ الكثيرين في السودان! مع أن العهد قريب و أحفاد الزبير باشا المباشرون موجودون، و أبناءه و أبناء مساعديه إلى عهد قريب كانوا موجودين.

ثمة شخصية أخرى، لا تقل خطراً و أثراً و أهمية عن الزبير باشا، هو رابح فضل الله أحد مساعدي الزبير باشا- و من بعده ابنه سليمان- الذي أسس مملكة في غرب إفريقيا- على أنقاض برنو و وداي- افترشت أراضي أربع من الدول الحالية؛ وهي تشاد و الكميرون و مادغري في نيجيريا، و بعض نواحي النيجر. . وهو الرجل الذي هزم الفرنسيين، و كسر قادتهم العظام في عدد من المعارك الطويلة منذ عام 1881م وحتى1900م، حيث قُتل رابح و هو يواجه الفرنسيين في آخر معاركه،التي وقعت في موضع بين غابة كسري – في الكاميرون- و نهر لجون على الحدود مع تشاد الحالية، حيث أطلق رابح – وهو جريح ملقى على الأرض- النار على القائد الفرنسي فورت لامي الذي جاء ليقف فوق جثته و يلقي عليه نظرة المنتصر فأرداه قتيلاً. . و مع ذلك لا نجد لـرابح ذكراً في تاريخنا إلا أنه كان مساعداً لسليمان بن الزبير و عارضه واختلف معه عندما صدق سليمان الخديعة التي رتبها له غردون باشا و جسي و أدت إلى مقتله فيما بعد, فارقه رابح واتجه غربا حيث أسس دولة . .

تجربةالدولة المهدية نفسها و شخصية الخليفة عبد الله التعايشي، ما هي خلفياتها الحقيقية ! ! ؟ و ما مدى صحة الروايات الكثيرة المحفورة في الذاكرة الشعبية عن المظالم في فترة حكمه !؟ ما الذي فعله الجهادية بالناس في السودان!؟ و هل صحيح أن السودانيين هم الذين هرَّبوا سلاطين ليأتيهم بالجيش الذي سيخلصهم من حكم الخليفة !؟

وبعد دخول الإنجليز السودان و استباحتهم أم درمان. . ما هي حقيقة هذه الاستباحة ؟ و من هي الشخصيات السودانية التي كانت ملجأ للناس في تلك المحنة.؟ ! هناك أسماء كبيرة من العلماء و الأعيان و غيرهم ممن كان لهم أثرهم الكبير في الحفاظ على عقيدة الأمة المسلمة و دينها في وجه الإنجليز الذين جاؤا بنفسية الثأر لغردون باشا، منهم الشيخ التقلاوي الكبير. . و الشيخ محمد البدوي شيخ علماء السودان مؤسس معهد أم درمان العلمي.

إن أزمة التاريخ المكتوب في السودان لم تكن وليدة الأمية و عدم التعليم، بل إنها الطبيعة السودانية التي تميل إلى الحكاية أكثر من الكتابة و التدوين، فحتى رواد الحركة و الوطنية و قادة مؤتمر الخريجيين الذين شهدوا الأحداث الكبرى لم يهتموا بالتدوين و الكتابة، إلا مذكرات متفرقة هنا و هناك لخضر حمد أو حسن نجيلة . . بينما يكتب محمد أحمد محجوب – وهو الأديب – كتاباً واحدا هو خليط من المذاكرات و التقييم السياسي "الديمقراطية في الميزان !! "و حتى المتخصُّصون في التاريخ الذين بلغوا من العلم في هذا الفن المدى، يهتمون بالمحاضرة أكثر من الكتابة . . و يخرجون علمهم في قاعات الدرس أكثر من إخراجه على الورق . . و إذا كتبوا فهي المقالات في الصحافة و بالكاد الأبحاث في المجلات العلمية المحكمة،ونذر يسير جداً من الكتب . . وهكذا تستمر الأزمة و تتسع الأقاليم الرمادية في التاريخ السوداني جداً. . يحصل هذا في الوقت الذي بدأت تنقرض فيه الذاكرة المجتمعية الشفاهية بنشأة جيل لا يكترث كثيراً لمعرفة هذا الميراث الروائي المنقول عبر الأجيال.
وتحياتي لكم

زائر

mogahed كتب:: السودان. . قصة تاريخ لم يكتب !

أحمد إسماعيل* صحفي وكاتب سوداني

المجتمع السوداني مجتمع رعوي لا يحفل بالكتابة كثيراً، و مازال يسجل تاريخه في الذاكرة الشفاهية للحفظة من كبارالسن الذين توارثوا قصصه أباً عن جد، و لهذا ظل التاريخ السوداني في كثير من جوانبه أسيراً لهذه "الذاكرة" الشعبية، حيث يتهدده الموت و الاندثار !! و النذر اليسير مما وجد مكتوباً، تلقيناه إما عن بعض الوثائق المدونات القليلة جداً التي تفتقر إلى التحقيق و التمحيص التاريخي على شاكلة (كتاب الشونة) . . و كتاب ( الطبقات) لود ضيف الله ! ! . . أو مما كتبه الأجانب من رحَّالة أو موظفين حكوميين جاءوا مع المستعمر من أمثال نعوم شقير و سلاطين.

لهذا السبب ضاعت كثير من الحقائق التاريخية، و ما بقي منها ظل موضعاً للشك والجدل الكبير الذي لم يجد حتى اليوم من يحسمه و يرجح جانب الصواب فيه، فما زال الناس حتى اليوم يختلفون حول أصل الفونج الذين أقاموا الدولة السودانية الإسلامية الأولى في السودان؛ هل هم عرب أمويون، أم هم من شلك أعالى النيل، أم هم من قبائل غرب إفريقيا التي نزحت إلى السودان!؟ . قل مثل ذلك على قضية جوهرية أساسية مثل ميلاد الدولة نفسها. . هل وجدت دولة الفونج نتيجة لتحالف حدث بين العرب القواسمة بقيادة عبد الله جماع و الفونج بقيادة عمارة دنقس!؟ و معركة أربجي الفاصلة التى أفضت إلى قيام الدولة أكانت بين النوبة أهل علوة من جهة و بين تحالف الفونج والعبدلاب من جهة أخرى!؟ أم أن هذه المعركة كانت بين العرب و الفونج أنفسهم، حيث كان العرب قد أسقطوا ملك النوبة في سوبا مسبقاً و حكموا الأرض، فإذا بجموع الفونج تأتيهم على ظهور المراكب من أعالي النيل لتصطدم بهم في أربجي و تلحق بهم الهزيمة التي يضطرون بعدها للدخول في صلح "غالب و مغلوب مع الفونج" الذين قبلوا بإقرار العبدلاب على ما بأيديهم من الأراضي مقابل الدخول في طاعتهم !؟ و إذا انتقلت غرباً ماذا يعرف الناس عن الممالك التي قامت في دارفور و كردفان باستثناء النذر اليسير عن دولة الفور! ماذا نعرف عن دولة المسبعات في كردفان!؟ أو عن مملكة المساليت في أقصى الغرب؟ إن أهل تلك المناطق يحفظون تاريخاً مطولاً تناقلوه بالرواية عن أسلافهم، وعن معاركهم مع قبائل الدويلات المجاورة، عن سلاطينهم و ملوكهم، عن صداماتهم مع المحتلين الفرنسيين، إلى غير ذلك مما لم يتضمنه التاريخ المكتوب للسودان. . ماهي أصول النوبة الذين يسكنون الجبال المعروفة باسمهم في جنوب كردفان. ؟ . . و من أين جاء التشابه اللغوي الذي نجده في بعض المفردات -بينهم و بين نوبيي الشمال.؟

والقبائل التي سكنت و سط السودان مثل المحس في بحري و الخرطوم، و البطاحين في شرق النيل، و الجموعية في أم درمان و قبائل أخرى كثيرة في المنطقة مثل المناصير و غيرهم، منذ فترة مبكرة يحفظون تاريخاً شفاهياً متوارثاً لأحداث كثيرة و هامة و مثيرة, بعضها سجلته الذاكرة الروائية. . و بعضها الآخر سجلته الملحمة الشعرية . . الجموعية يتحدثون عن بطولات في معارك بينهم و بين بني جرار, و غيرها من القبائل، و الناس في كل السودان يحفظون و يرددون رائعة العبادي "ريَّة" التي سجَّل فيها وقائع تعود أصولها إلى أحداث حقيقية.

أما تاريخ الجنوب السوداني فهو قمة الشفاهية المختلطة بالأسطورة، حيث القبائل نفسها لا تعلم كثيراً عن أصولها التاريخية إلا من خلال الأسطورة! و الأغلوطة الكبرى تكمن في تاريخ مجيئها إلى السودان ! ! فهم يعتقدون أنهم الأقدم والأسبق في هذه الأرض - بحكم اللون والزنجية- في حين أن الوثائق التي أوردها الباحثون أمثال البروفسير محمد بشير عمر تقول إن أقدم القبائل النيلية لم يتعدَّ تاريخ وجودها فيها نحو400عام! . . حيث أن أغلب القبائل – باستثناء الشلك في أعالي النيل- لم تستوطن الجنوب – الذي كان عبارة عن أدغال موحشة- إلا عندما وصلته جحافل الفونج الذين أقاموا دولة مركزية وصلت حدودها جنوباً حتى غندكرو. . وعندما تمت مواجهة السياسيين الانفصاليين الجنوبيين بهذه الوثائق في مؤتمر المائدة المستديرة، أثاروا شغباً وخرجوا عن المؤتمر!.

شخصيات كثيرة كان لها أثرها العلمي و الدعوى و السياسي في السودان مثل الشيخ حمد ود أم مريوم الذي تنسب إليه حلة حمد، و كان معروفاً بالعلم و الورع والتزام جانب السنة و محاربة البدع، و مثله الشيخ فرح ود تكتوك صاحب المواقف الحكيمة و الجهود الإصلاحية، و الشيخ أرباب العقائد، و القاضي دشين المعروف بـقاضي العدالة، المشهور عنه وقوفه في وجه هرطقات حواريي الشيخ تاج الدين البهاري المسمى بـالهميم، الذي كان يجمع بين الأختين، و يزيد في الزوجات على الأربع، فقام القاضي دشين بفسخ أنكحته جميعاً. . و غيرهم من العلماء الذين كانوا يمثلون الطرف المستنير في مجتمع غلبت عليه الخرافة و الشعوذة التي نشرتها الحركة الصوفية الباطنية التي اجتاحت السودان من الشام و مصر. . لا تكاد تجد لهم ترجمة أو تعرف عنها شيئاً إلا عند ود ضيف الله ، هذا الكتاب الذي يرهق عقل القارئ العادي قبل- الباحث المدقق- من كثرة ما فيه من أغاليط و أساطير. . هذا الكتاب رغم وضعيته هذه و خطورة شأنه في التاريخ السوداني لم يجد أحداً الباحثين يهتم بتحقيقه و مراجعة مروياته، اللهم إلا تحقيق البروفسير يوسف فضل له و هو عبارة عن تحقيق مخطوطات ليس أكثر. . و كتاب آخر للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد "وقفات مع كتاب الطبقات" وهو على فائدته العظمى عبارة عن ملاحظات و تعليقات على الأخطاء الشرعية و المنهجية التي تضمنها الكتاب تفيد القارئ العادي حتى لا يقع في منزلق الخرافات التي أوردها الكاتب و لكن الكتاب لم يتعرض للنقد و التحقيق التاريخي بمعنى مراجعة مروياته و مقارنة أحداثه بالوقائع و القرائن التاريخية التي وردت من طرق أخرى مروية كانت أم مدونة. . هذا لم يحصل حتى الآن و حتى في التاريخ القريب . . منذ التركية السابقة و حتى الاستقلال – أكثر فترة حظيت بالكتابة – ما زال التاريخ يعاني من الضبابية و الغبش، و انعدام الرؤية المحايدة الملتزمة بالحقيقة. . فما زلنا نقرأ تاريخنا مما كتبه نعوم شقير و سلاطين، و نكون رؤانا إما بعيون غربية، أو من خلال مرآة محدبة تضخم الذاتية السودانية على حساب الحقيقة!! مثلاً مراجعنا حتى الآن في تجربة دولة الزبير باشا الإسلامية - التي ولدت في قلب الجنوب السوداني و امتدت حتى دارفور- هي كتابات نعوم شقير و سلاطين. . و ما زلنا لا نجرؤ على تقديم دراسة حقيقية مقنعة تعتمد مصادراً أخرى كالرواية الشفاهية و الوثائق المخطوطة و الرسائل و المكاتبات، ترد الصورة الشائهة التي رسمها الغربيون و التي تختزل شخصيته في هيئة أكبر تجار الرقيق في إفريقيا. . ! ! أو من خلال علاقته بالدولة التركية باعتباره أحد الذين يحكمون عنها بالوكالة. . إنما التجربة في حد ذاتها كيف حدثت و كيف تنامت و كيف استمرت وكيف انتهت و انهارت، و ما هي امتداداتها. . ! هذا ما لم يفعله أحد من متخصصي التاريخ الكثيرين في السودان! مع أن العهد قريب و أحفاد الزبير باشا المباشرون موجودون، و أبناءه و أبناء مساعديه إلى عهد قريب كانوا موجودين.

ثمة شخصية أخرى، لا تقل خطراً و أثراً و أهمية عن الزبير باشا، هو رابح فضل الله أحد مساعدي الزبير باشا- و من بعده ابنه سليمان- الذي أسس مملكة في غرب إفريقيا- على أنقاض برنو و وداي- افترشت أراضي أربع من الدول الحالية؛ وهي تشاد و الكميرون و مادغري في نيجيريا، و بعض نواحي النيجر. . وهو الرجل الذي هزم الفرنسيين، و كسر قادتهم العظام في عدد من المعارك الطويلة منذ عام 1881م وحتى1900م، حيث قُتل رابح و هو يواجه الفرنسيين في آخر معاركه،التي وقعت في موضع بين غابة كسري – في الكاميرون- و نهر لجون على الحدود مع تشاد الحالية، حيث أطلق رابح – وهو جريح ملقى على الأرض- النار على القائد الفرنسي فورت لامي الذي جاء ليقف فوق جثته و يلقي عليه نظرة المنتصر فأرداه قتيلاً. . و مع ذلك لا نجد لـرابح ذكراً في تاريخنا إلا أنه كان مساعداً لسليمان بن الزبير و عارضه واختلف معه عندما صدق سليمان الخديعة التي رتبها له غردون باشا و جسي و أدت إلى مقتله فيما بعد, فارقه رابح واتجه غربا حيث أسس دولة . .

تجربةالدولة المهدية نفسها و شخصية الخليفة عبد الله التعايشي، ما هي خلفياتها الحقيقية ! ! ؟ و ما مدى صحة الروايات الكثيرة المحفورة في الذاكرة الشعبية عن المظالم في فترة حكمه !؟ ما الذي فعله الجهادية بالناس في السودان!؟ و هل صحيح أن السودانيين هم الذين هرَّبوا سلاطين ليأتيهم بالجيش الذي سيخلصهم من حكم الخليفة !؟

وبعد دخول الإنجليز السودان و استباحتهم أم درمان. . ما هي حقيقة هذه الاستباحة ؟ و من هي الشخصيات السودانية التي كانت ملجأ للناس في تلك المحنة.؟ ! هناك أسماء كبيرة من العلماء و الأعيان و غيرهم ممن كان لهم أثرهم الكبير في الحفاظ على عقيدة الأمة المسلمة و دينها في وجه الإنجليز الذين جاؤا بنفسية الثأر لغردون باشا، منهم الشيخ التقلاوي الكبير. . و الشيخ محمد البدوي شيخ علماء السودان مؤسس معهد أم درمان العلمي.

إن أزمة التاريخ المكتوب في السودان لم تكن وليدة الأمية و عدم التعليم، بل إنها الطبيعة السودانية التي تميل إلى الحكاية أكثر من الكتابة و التدوين، فحتى رواد الحركة و الوطنية و قادة مؤتمر الخريجيين الذين شهدوا الأحداث الكبرى لم يهتموا بالتدوين و الكتابة، إلا مذكرات متفرقة هنا و هناك لخضر حمد أو حسن نجيلة . . بينما يكتب محمد أحمد محجوب – وهو الأديب – كتاباً واحدا هو خليط من المذاكرات و التقييم السياسي "الديمقراطية في الميزان !! "و حتى المتخصُّصون في التاريخ الذين بلغوا من العلم في هذا الفن المدى، يهتمون بالمحاضرة أكثر من الكتابة . . و يخرجون علمهم في قاعات الدرس أكثر من إخراجه على الورق . . و إذا كتبوا فهي المقالات في الصحافة و بالكاد الأبحاث في المجلات العلمية المحكمة،ونذر يسير جداً من الكتب . . وهكذا تستمر الأزمة و تتسع الأقاليم الرمادية في التاريخ السوداني جداً. . يحصل هذا في الوقت الذي بدأت تنقرض فيه الذاكرة المجتمعية الشفاهية بنشأة جيل لا يكترث كثيراً لمعرفة هذا الميراث الروائي المنقول عبر الأجيال.
وتحياتي لكم

تاريخ والله

زائر

Sudanese society is a society full of pastoral writing a lot, and its history is still recorded in the memory of the keepers of the Alcvahep Kbaralsn who Toarza stories their fathers and grandfathers, and so under the Sudanese history in many aspects of the prisoners of this "memory" People, as threatened by death and disintegration!! And found very little, which is written, we have received some of the documents either by the very few blogs that lack the scrutiny and investigation along the lines of the historic (Book Barn). . And a book (classes) Dhaifallah States! ! . . Or of the books of the traveler or foreign government officials who came with the colonizers, such as Noam Shakir and Sultans.

For this reason, lost many historical facts, and what is left of them has been the subject of considerable doubt and controversy that have not yet resolved by today and is likely to correct it, people still to this day disagree on the origin Alfonj Sudanese who lived the first Islamic State in the Sudan; Are they Omolln Arabs, or are Clk Upper Nile, or are from the West African tribes relocated to the Sudan!? . Say such a fundamental issue as basic as the birth of the state itself. . Have you found a result of the State Alfonj alliance between the Arabs, led by Abdullah Kawasme intercourse and led Alfonj Building Dnks!? Mounted and the battle that led to the separation of the State they are among the Nuba people of taller on the one hand and between the Alliance and Alfonj Aelaidlab the other hand!? Or that this was a battle between Arabs and Alfonj themselves, where the Arabs had shot down the king of Nubia in the pre-Soba and ruled the land, if Bjmua Alfonj boats to come to the emergence of the Upper Nile to hit them mounted and they were defeated by the then forced to engage in reconciliation, " with the loser and winner Alfonj "who accepted the endorsement Aelaidlab the hands of the territory to engage in obedience!? Moved west, and if what people know about the kingdoms that have in the Darfur and Kordofan, except the bare minimum of the State immediately! What do we know about in Kordofan State Almspat!? Or the Kingdom of the Masalit in the far West? The people of those areas, keep a long history Tnagulwh story of their ancestors, and their battles with neighboring tribes, states, and on the Slatinhm Mlokhm, the Saddamathm with the French occupiers, etc., which had not contained in the written history of the Sudan. . What are the assets of the Nuba, who live in the mountains their name known in South Kordofan. ? . . And where the similarity of language found in some of the vocabulary - including the north and between Nobie.?

And tribes that have lived in St and in Sudan, such as improved sea and Khartoum, and Batahin in the east of the Nile, and Aljmuaip in Omdurman and many other tribes in the region such as the Manasir and others, since the early history Chwehia keep Mtwartha many of the events and important and interesting, some of memory feature set. . And others recorded the epic poetry. . Aljmuaip talk about events in the battles between them and built a tractor, and other tribes, and all the people in Sudan and keep chanting wonderful Ibadi "Rayya" which record the proceedings of their assets to real events.

The history of the South Sudan is the myth mixed Alcvahep, where the tribes themselves do not learn much from their historical only through the myth! Aloglutp and lies in the history of coming to the Sudan! ! They believe they are older and in the former the land - as a result of color and black - while the documents cited by the researchers such as Professor Mohamed Omar Bashir says a senior tribal Nile has not exceeded the date of its existence about 400 years! . . Since most of the tribes - with the exception of the Upper Nile in the Shilluk - not endemic to the south - which was a gloomy jungle - except when it relates to the legions who have resided Alfonj central state and its borders reached as far south as Gndkro. . When was the political face of southern separatists these documents at the round table, raised a riot and were discharged from the Conference!.

Many people have had their case and the scientific and political, such as in Sudan, Sheikh Hamad, Dr. Mriom or attributed to him by the suit, Hamad, and he was known to science and piety and the commitment by the year and the fight against heresy, and the like Farah Sheikh Dr. Tctouk the wise attitudes and reform efforts, Sheikh employers and beliefs, and Kadi justice Dashin known judge, known for his stance in the face of heresies Hawwarie Sheikh Taj El-Din Albharri Balhmim called, which was a combination of the two sisters, and in more than four wives, so the judge Dashin REVOKE Onkanh all. . And other scientists who are the enlightened society dominated by myth and superstition, which published the Sufi movement, which swept the underground Sudan from Syria and Egypt. . Hardly find their interpretation or know anything about it only when the guest of Dr. God, this book, which is exhausting the reader's mind before the normal - by the auditor - as many of its myths and Ogalait. . This book, despite the gravity of his situation and this would in the Sudanese history researchers did not find anyone interested in gaining Mroyate and review, except to achieve a preferred Professor Yusuf is the realization of manuscripts is not over. . And another letter to the Secretary of Sheikh Ahmed Al-Hajj Muhammad "and the book stops with the" Great is a useful observations and comments on the errors of legality and methodology contained in the book according to the ordinary reader is not so slippery in the myths made by the writer but the book had not been subjected to criticism and the sense of historical investigation and review Mroyate events compared with historical facts and evidence received and other ways of irrigated or code. . This has not happened so far and even in recent history. . Since the former Turkish and even independence - has been writing over the period - the date is still suffering from the foggy and Ghabc, lack of vision and are committed to the impartial truth. . We continue to read our history books than Noam Shakir and Sultans, and our visions to be either Western eyes, or through a mirror convex, translucent horny plates Sudanese self-inflation at the expense of truth!! Example of our experience to date in the Islamic State of Al Zubayr Pasha - who was born in the heart of south Sudan, Darfur and even extended - the writings of Noam Shakir and Sultans. . And still do not dare to make a convincing study of the adoption of confiscated real Kalroaip Alcvahep and other manuscript documents and letters and correspondence, the picture painted by Western Ahaihp, which limits its personality in the form of the largest slave traders in Africa. . ! ! Or through a relationship with the state of Turkey as one of those who rule by proxy. . But the experience in itself, how it happened and how it has grown and how long and how it ended and collapsed, and what is the spread. . ! This is not done none of the history of many professionals in the Sudan! With the Covenant and the nearby al-Zubayr Pasha, the direct descendants are, and sons and his sons until recently were present.

There are other personal, no less a threat and the importance and impact of al-Zubayr Pasha, is the winner Fadlallah, an aide to al-Zubayr Pasha - and after him his son Solomon - who founded the kingdom in West Africa - on the rubble of the Brno and Day - sleeping four of the territory of the present; Chad and Alkmiron and Madgri in Nigeria, and some aspects of the Niger. . The man who defeated the French, and break their bones in a number of battles long since 1881 and even 1900, killing and is facing the winner of French at the end of battles, which took place in the forest into fractions - in Cameroon - and John River on the border with Chad, the current , where he was the winner - the wounded lying on the ground - fire on the French commander of Fort Lamy, who came to stand over his body and make it look the victor, killing him. . And with that we do not find the winner of the men in our history, however, that he was an assistant to Solomon ibn al-Zubayr and opposed and disagreed with him when he endorsed the deception that Solomon has been arranged by Jesse Gordon Pasha, and led to his death and later, the defining winners and head west, where the foundations of the state. .

Mahdia Tejrebpatp the same personal and successor Abdullah Altaeche, what is the real background! ! ? And to what extent the health of the many stories drilled in the memory of the People's Ombudsman in the period of his rule!? ما الذي فعله الجهادية بالناس في السودان!؟ And Is it true that the Sudanese who fled to the Sultans, who came to the army of the rule of Caliph Sikhalsm!?

After entering the Sudan and the British Astbaanhm Omdurman. . What is the reality of this license? و من هي الشخصيات السودانية التي كانت ملجأ للناس في تلك المحنة.؟ ! There are big names of scientists and dignitaries, and others who have had significant impact in maintaining the nation's Muslim faith and religion in the face of the British who came to revenge Bnevsip Gordon Pasha, whom the great Sheikh Altqlaoi. . Sheikh Mohammed and Sheikh Al-Badawi, founder of the Institute scientists Sudan Omdurman science.

The crisis of history written in the Sudan were not the result of illiteracy and lack of education, but the Sudanese nature, which tend more to the story of the writing and filing, as the group leaders and national leaders and graduates who have witnessed the major events and codification did not bother writing, but notes Dispersas here and there to Khidr Hamad Hassan or quack grass. . While writing Mahjoub Mohamed Ahmed - a writer - one book is a mixture of deliberations and political evaluation "of democracy in the balance!!" And even specialists in the history of science who have attained in this term of art, are writing more than a lecture. . And out of their knowledge in classrooms more than him on paper. . If the articles are written in the press and barely research in scientific journals the court, and a fraction of the very books. . Thus, the crisis continues to widen, and the gray regions in the very history of Sudan. . This is happening at a time when the memory started to become extinct Alcvahep establishment of community-based generation does not care very much to see this legacy of novelist transferred across generations.
Greetings to you and

زائر

ود الموضوع بالنجليزي .. على شان الاجانب يشوفوا .. الكلام ده

المدير العام تاريخ التسجيل : 24/04/2008 العمر : 31

c.ronaldo كتب:: ود الموضوع بالنجليزي .. على شان الاجانب يشوفوا .. الكلام ده

خخخخخخخخخخخ بس ما تخليهم يحولوا تاريخهم بالعربي ويقوا زي كلامك دا

زائر

mogahed كتب:

c.ronaldo كتب:: ود الموضوع بالنجليزي .. على شان الاجانب يشوفوا .. الكلام ده

خخخخخخخخخخخ بس ما تخليهم يحولوا تاريخهم بالعربي ويقوا زي كلامك دا

هههه

زائر

يســـــــــــــــــــــلمووو يا مجاهد وكريستانو على البوست

زائر

يديكم الف عافيه على الموضوع يا شباب

المدير العام تاريخ التسجيل : 24/04/2008 العمر : 31

تســــــــــــــلمووو يا جماعه على مروركم

زائر

اسمع كريستيانو انت ما تعملها انجليزي بس خليه فرنسي وهندي ايطالي و ..... و.... يعني ما الانجليز بس يفهموا ولا شنو يعني ههههه

زائر

s.ramos كتب:: اسمع كريستيانو انت ما تعملها انجليزي بس خليه فرنسي وهندي ايطالي و ..... و.... يعني ما الانجليز بس يفهموا ولا شنو يعني ههههه

السودان وتاريخه يستااهلوا والله

زائر

c.ronaldo كتب:

s.ramos كتب:: اسمع كريستيانو انت ما تعملها انجليزي بس خليه فرنسي وهندي ايطالي و ..... و.... يعني ما الانجليز بس يفهموا ولا شنو يعني ههههه

السودان وتاريخه يستااهلوا والله

خخخخخخ

المدير العام تاريخ التسجيل : 24/04/2008 العمر : 31

$ سوداني $ كتب:

c.ronaldo كتب:

s.ramos كتب:: اسمع كريستيانو انت ما تعملها انجليزي بس خليه فرنسي وهندي ايطالي و ..... و.... يعني ما الانجليز بس يفهموا ولا شنو يعني ههههه

السودان وتاريخه يستااهلوا والله

خخخخخخ

والله ممكن lol!